الهندسة البريطانية زها حديد

واجهت سيدة المعمار الأولى وعملاقة الهندسة البريطانية زها حديد، عراقية الأصل، العديد من التحديات في حياتها لتصل إلى العالمية، حيث تغلبت بإبداعها وفنها البيئة الذكورية لهذا المجال، وتمكنت بفنها من الربط بين الجمال والهندسة والأرقام والمعادلات الحسابية، وهو ما ساعدها في الوصول إلى العالمية.

وتأتي هذه الكلمات إحياءًا لذكرى هذه السيدة العملاقة، التي توفيت قبل عامين عن عمر ناهز الـ64 عاماً، تاركة خلفها إرثاً هندسيًا ونموذجًا نسائيًا يحتذى به، حيث كانت أول امرأة تنال جائزة "بريتزكر" عام 2004، كما حصلت على الذهبية الملكية في جوائز ريبا.

ونتوقف الآن على حياة هذه السيدة العملاقة وكيف نشأت؟ وكيف رسمت هذا الطريق ونزعت الأشواك المعيقة إلى الوصول إلى هذا النجاح وهذه العبقرية؟

حياتها

ونتوقف بداية على مولدها ونشأتها وتعليمها، لتكون مثالًا لكل سيدة تسعى لصنع مكانًا مميزًا لها في الحياة، ولدت في بغداد 31 أكتوبر عام 1950 لوالد هو أحد مؤسسي الحزب الوطني الديمقراطي في العراق ورجل أعمال ووالدتها فنانة، حصلت على الليسانس في الرياضيات من الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم انتقلت للندن لدراسة الهندسة المعمارية في كلية الجمعية المعمارية.

المعمار والعالمية

وبدأت حياتها العملية بالإنضمام إلى مكتب معمار العاصمة في هولندا عام 1977، وتركت زها العمل في هذا المكتب بعد سنتين لتبدأ عملها الخاص عام 1979، حيث أنشأت مكتبها المعماري في لندن.

وحصلت زها على جائزة "بريتزكر" عام 2004، لتكون أول امرأة تنال هذه الجائزة التي تعد أهم تكريم على مستوى العالم في الهندسة المعمارية، كما تم اختيارها في أكثر من مرة ضمن أكثر 100 شخصية تأثيراً في العالم بلائحة مجلة "فوربس" الأميركية، إضافة إلى حصولها على 12 جائزة في عام واحد وتعدى مجموع الجوائز التي حصلت عليها الـ100 جائزة

مشاريع لا تنسى

وقدمت زها أكثر من 950 مشروعا في 33 دولة حول العالم، نستعرض فيما يلي بعضا منها:

·        منزل Capital Hill في روسيا، وعلى الرغم من كونه مجرد منزل وليس شركة أو مبنى ضخم إلا أن تصميمه الفريد جعل البعض يشبهوه بمركبة الفضاء

·        مركز العلوم التفاعلي في وولفبيرغ- ألمانيا.

·        مبنى الفن المعاصر في أوهايو.

·        المركز الرئيسي لشركة BMW في ألمانيا، ونال هذا التصميم عدة جوائز منها جائزة RIBA الأوروبية.

·        متحف الفن الوطني في روما.

·        متحف ريفرسايد فى جلاسكو، وأهم ما يميزه، سقفه مكسو بالزنك وهيكله من الفولاذ الصلب، كما أن مساحته واسعة للعرض تقدر ب7000 متر مربع.

·        برج نادي الفروسية بهونج كونج.

·        المجمع الفني في أبوظبي، الذي يحوي 5 مسارح ودار أوبرا مجمّع موسيقي ومركز للحفلات الموسيقية.

·        مجمع كرة القدم في طوكيو.

·        جسر أبو ظبي، ويبلغ طوله 800 متر وهو تحفة فنية فريدة في التصميم.

·        مركز حيدر علييف فى أذربيجان

المنظمات الخيرية ترثها

وتوفيت وها في 31 مارس 2016، إثر إصابتها بنوبة قلبية عن عمر يناهز 65 عاما، وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، "إنها تركت وراءها إرثا يقارب 85 مليون دولار".

وتركت زها شركاتها والجزء الأكبر من ثروتها في عهدة 4 مسؤولين تنفيذيين، ليتم تقسيمها على أفراد عائلتها ومنظمة خيرية وشركات للهندسة، حيث إنها لم تكن متزوجة ولم يكن لها أبناء.