القاهرة - وكالات
اختارت منى حسنى، صاحبة الستة وعشرين عاما أن تعيش حياتها منذ أربع سنوات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأطفال المعاقين الذين يسكنون المقابر، بدأت العمل فى بدروم صغير بجانب مساكن الإمام، هذا فقط ما كانت تستطيع البداية منه، عملت سنوات كاملة بعزيمة واجتهاد حتى استطاعت توفير مكان صغير لأطفال هذه المنطقة من المعاقين تحت عنوان "أحبابنا الصغار". تحكى كيف بدأت رحلتها وتقول: والدى كان دائما يحب مساعدة سكان مقابر الإمام الشافعى، وعودنى على أنى أساعدهم معاه، ومن وقتها لاحظت كمية الأطفال المعاقين الكثيرة جدا إللى موجودة فى المكان، تقريبا مفيش مقبرة مفيهاش طفل معاق، وبدأت أحلم أنى ألاقى طريقة أساعدهم بها. منى تخرجت فى كلية التربية قسم فلسفة واجتماع، ولكنها أكملت وحصلت على ماجستير فى التخاطب والتربية الخاصة والإعاقات، وبالفعل عملت مع أحد أطباء النفس الكبار، ولكن بعد وقت قصير منذ أربع سنوات كانت تترك كل هذا وتبدأ فى تحقيق حلمها القديم بمساعدة الناس. وتتابع منى: الجمعية الآن تقوم بالاهتمام بالأطفال المعاقين، وتوفير العلاج لهم، والأجهزة التعويضية وجلسات التخاطب، والمساعدات الموسمية، ولكننا مازلنا نحتاج الكثير ليكفى الأعداد الكبيرة من الأطفال، وحالتهم الصعبة، والتى تحتاج فى كثير من الأحيان إلى عمليات مكلفة جدا لعلاجها. اهتمامات منى وأفكارها كانت مختلفة عن بنات جيلها، وضعت حلمها الخاص وأصرت على العمل حتى يتحقق، والآن أضافت لأحبابنا الصغار مركز توم وجيرى للدمج بين المعاقين والأسوياء فى المنطقة فكرته جاءتها من قلب المنطقة وتقول "المشكلة أن نسبة الوعى فى المنطقة ضعيفة جدا ويعانى على خلفيتها المعاقون من إهمال شديد يصل فى بعض الأحيان إلى جفاء، ولذلك يعمل المركز الجديد الدمج بين الأطفال المعاقين والأسوياء لتوفير أكبر دعم نفسى لهم، وحتى ابنى أشاركه فى عملية الدمج معهم حتى أشجع باقى الأطفال الأسوياء من أهل المنطقة".