الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي

استحوذ نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي على عناوين الصحف القومية الصادرة اليوم الاثنين، حيث أبرزت افتتاحه مجمع التكسير الهيدروجيني بمسطرد الذي وجَّه السيسي خلاله الشكر للشعب على وعيه ودوره في إحباط دعوات التدمير والهدم التي استهدفت الدولة، فضلًا عن توجيهه باستمرار دعم العمالة غير المنتظمة في مواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد.

وأبرزت صحف "الأهرام" و"الأخبار" و"الجمهورية" تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن محاولات تزييف الوعي تهدف إلى إحباط جهود التنمية والبناء، مشددًا على أن الإعلام أداة التنوير الحقيقية لفهم الناس وتوعيتها. وقال الرئيس السيسي -في تصريحاته خلال افتتاح مجمع التكسير الهيدروجيني بمسطرد- إن الوجه الحقيقي لدعاة التغيير هو تدمير الناس والدول بدعاوى كاذبة زائفة، مضيفًا أنه لن تقوم دول -حتى على منهج ديني حقيقي- يكون أساسها مبني على خراب وتدمير. وتابع السيسي أن "التعليم - سواء كان أساسيًا أو جامعيًا - هو الأساس الحقيقي في فهم أبنائنا وبناتنا في كل مراحل التعليم"، لافتًا إلى ضرورة تحصين الشباب من أجل الدولة والمستقبل.

ونوَّه الرئيس السيسي بأن هناك دولة - لم يسمها - طلبت وفقًا لتقرير الأمم المتحدة 440 مليار دولار ليس للتطوير، بل لإعادة الشيء لأصله بسبب التدمير والتخريب تحت شعار التغيير، داعيًا المصريين إلى عدم الانسياق وراء دعاة التغيير لحماية البلاد من التدمير. وفي الإطار ذاته، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن أي إزالة تُنفذ من أجل المنفعة العامة يتم نقل مالكيها لأماكن أكثر تطورًا. وأوضح السيسي أن ما يتم من إزالات لا يحدث بشكل عشوائي، وإنما يكون مخطط له وللصالح العام، ولا تحدث أي إزالة على حساب المواطنين، بل يتم تعويض المالكين بنقلهم إلى أماكن أكثر تطورًا بما يحفظ كرامتهم وحقهم في سكن ملائم، مشددًا على أنه يجدد الحديث في هذا الشأن لكي لا يترك المجال لمن يحاولون "الصيد في الماء العكر".

وأشار الرئيس السيسي إلى أنه عند البدء في مشروعات تطوير شرق العاصمة بالكامل، زعم بعض الناس أن هذا الأمر يتم تنفيذه لصالح مدينة نصر ومصر الجديدة فقط، مؤكدًا أن "خطة تطوير شرق العاصمة في صالح جميع المواطنين، لأنه بالنظر إلى الحركة الموجودة في تلك الكتلة يوميًا، نرى أنها من 2 إلى 3 ملايين سيارة يوميًا، فنحن نفذنا تلك المشروعات لإراحة المواطنين بحركة مرورية سهلة وبتكلفة أقل في الوقت والوقود المستعمل". ولفت إلى أن الخطط التي يتم وضعها لحل المشكلات لا يدفع ثمنها إلا الدولة، والشعب شريك أساسي في إنجاز تلك المشروعات، لأن الدولة هي الشعب، كما أن شعب مصر تحمل الكثير من أجل وطنه.

وقال الرئيس السيسي: "أنا دائم الرهان على المصريين، لكن اليوم أنا أشكر المصريين"، لافتًا إلى أن جماعات الشر ظلت خلال الأيام الماضية تسعى لإشعال نار الفتنة، مستغلة المواقف الصعبة التي تمر بها مصر للتشكيك في قدرة الدولة، لكن المصريين قابلوا تلك الدعوات بوعي وفهم وإدراك لطبيعة الظروف. وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الشعب والدولة شيء واحد، ولا يستطيع أحد التدخل بينهما، مشيرًا إلى أنه يراهن دائمًا على المواطنين، وكان الرهان طوال السنوات الماضية رابحًا لسببين: "أولهما أننا نُصلح في الأرض ولا نُفسد، وثانيهما أنه لا يستطيع أحد خداع المواطنين بالكلام".

وقال الرئيس السيسي: "إننا نسير في مسار إصلاح وبناء وتنمية وتعمير، وسنظل كذلك دائمًا، لأن بلدنا تحتاج هذا، والمواطن يتفهم ذلك ويتحمل تكلفته"، مشيرًا إلى أن "الإصلاح الاقتصادي عانى منه عدد كبير من المواطنين، ولكن استطعنا اجتياز هذه المرحلة، وحققنا إنجازات يتحدث عنها العالم، فالجميع يقفون منبهرين بما أنجزناه، ويتساءلون كيف لمصر أن تحقق كل هذه الإنجازات في ظل الظروف الحالية، وآخرها تداعيات فيروس كورونا؛ ففي الوقت الذي تأثر فيه اقتصاد العالم وتعسرت حركة السياحة والتجارة الدولية، ظلت مصر بخير، لأن شعبها متحمل للمسئولية".

وأضاف أن المجمع الذي تم افتتاحه بمسطرد مهم جدًا، وسيعود على مصر بفوائد كثيرة في مجال السولار والبنزين، لافتًا إلى أن "العمل في هذا المشروع توقف نتيجة أحداث عام 2011، أي ما يقرب من 10 سنوات، بسبب عدم الاستقرار وقتها؛ مما أدى إلى حرمان الدولة من مكتسبات اقتصادية كبيرة جدًا، كما أن هناك مشاريع كثيرة انهارت وتوقفت أو دخلت في مرحلة خسارة وخُصمت من الناتج المحلي للدولة، وتعمل الدولة حاليًا على حل هذه المشكلات، ولذلك فإننا نؤكد دائمًا على أهمية الاستقرار".
وتابع السيسي: "أقول لكل المصريين والإعلاميين والمثقفين والسياسيين والبرلمان الحالي والبرلمان القادم ومجلس الشيوخ، إن كل شيء في العالم وفي مصر يُبنى على الاستقرار والأمن"، موضحًا أنه حال تحقيق الأمن والاستقرار، فإن المستثمرين يتوافدون للعمل في الدولة وتنفيذ المشروعات التي تعود بالخير على الجميع، أما لو لم يتحقق الأمن والاستقرار، فإن الكل يعزف عن الدخول في استثمارات بالدولة، وتظل عجلة الانهيار مستمرة لعشرات السنين". وأشار إلى أن من يريدون هدم الدولة يستغلون المواطنين عبر إطلاق الشعارات الزائفة التي تستهدف العقول وتزييف الوعي، وكل هدفهم هو تحرُّك المواطنين لإسقاط الدولة، مشددًا على أنه منذ توليه المسؤولية يؤكد أهمية سلاح الوعي ضد كل الأفكار والجهود التي تُبذل لتدمير الدولة.

وفي سياق آخر، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن ما يتم إنجازه من محاور مرورية يهدف إلى التسهيل على المواطنين، مشددًا على ضرورة عدم تأثُّر المقيمين بالمناطق التي تشهد إنشاء محاور مرورية وكباري. وقال الرئيس السيسي إن الدولة أنشأت 22 كوبري بطول 400 كيلو متر خلال ستة أشهر فقط داخل كتلة سكنية صعبة، لافتًا إلى أنه تم التشديد على إنجاز العمل في تلك الإنشاءات خلال وقت قصير بهدف إراحة المواطنين.

وأضاف السيسي أنه تم حل مشكلة الحركة المرورية في شرق القاهرة من أول طريق السخنة في اتجاه الشرق ومن أول طريق بلبيس في اتجاه الشرق، ثم المحاور العرضية والطولية التي تم تنفيذها خلال الستة أشهر، موضحًا أن كل تلك الأعمال هدفها في المقام الأول إراحة المواطنين. وشدد على أن الدولة تعالج بتلك الإنشاءات مشكلات كان يصعب حلها في السابق بتكلفة مالية ضخمة وبجهد مضاعف، مشيرًا إلى الجهد الذي بذلته الدولة في هذا الشأن.

ولفت السيسي إلى حدث سابق بأن العاصمة القاهرة يتم الإنفاق عليها في سبع سنوات ما يقرب من 380 مليار جنيه، مؤكدًا أنه لو لم يتم إنفاق هذه المبالغ على القاهرة، لكانت ستُنفق على مدن أخرى، لكن ما حال دون ذلك هو حدوث نمو غير مُسيطر عليه.

ومن ناحية أخرى، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي احترام الدولة التزاماتها مع القطاع الخاص ورجاله، موضحًا أنهم مصريون شرفاء. وهنَّأ الرئيس السيسي المصريين على افتتاح مجمع التكسير الهيدروجيني بمسطرد، موجهًا التحية للقطاع الخاص المصري، مؤكدًا دعمه لهم. وشدد السيسي على أن الدولة تحترم التزاماتها مع القطاع الخاص ورجاله، قائلًا: "هم مصريون شرفاء، ومصر في حاجة لهم لمشاركة الدولة في بناء اقتصادها وفي المشروعات الكبيرة".

كما تطرق الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى فيروس كورونا المستجد، مؤكدًا أن هناك متابعة دقيقة للوضع، والدولة تتعامل مع الأمر بشفافية كاملة ومصداقية، مشددًا على أنه ليس هناك مجال للعبث في مثل هذه الأمور. وطالب الرئيس السيسي المواطنين بالمحافظة على الاستمرار في اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا؛ وذلك للمحافظة على ما تم تحقيقه في مواجهة الفيروس، خاصة مع قرب حلول فصل الشتاء، كما طالب الإعلام بالمساعدة في ذلك.

وقال السيسي: "إذا كانت أعداد الإصابات بكورونا لدينا لا تنقص، فإنها لا تزيد، لذا إن لم نأخذ حذرنا، فسوف نُضر بشكل كبير"، موضحًا أن العملية هي عبارة عن التزام بمعايير تم الإعلان عنها والترويج لها خلال الأشهر الماضية، مجددًا دعوته للمواطنين لاتباع الإجراءات الاحترازية. وفي سياق منفصل، وجَّه الرئيس عبد الفتاح السيسي باستمرار صرف منحة العمالة غير المنتظمة التي كان قد أقرها للتخفيف من تداعيات فيروس كورونا المستجد، وذلك حتى آخر العام.

وكلَّف الرئيس السيسي الحكومة بدراسة الطلبات الجديدة الخاصة بالمنحة، في الوقت الذي لم يتعافى فيه قطاع السياحة بشكل كامل، فضلًا عن معاناة قطاعات أخرى. وبشأن تراخيص البناء، أوضح الرئيس السيسي أن منح التراخيص متوقف في الوقت الحالي، وهذا ليس في مصلحة المواطنين، مطالبًا الحكومة بالانتهاء من وضع المسار الجديد الذي سيُنظم اشتراطات البناء وإعلانه للمواطنين حتى تسير الأمور من جديد بالوضع المناسب. وأشار السيسي إلى أن قرار وقف منح تراخيص البناء جاء لوضع اشتراطات جديدة تُصلح من عيوب النظام القديم الذي كان يحتاج إلى تطوير.

وفي الشأن الخارجي، أعربت جمهورية مصر العربية -في بيان صادر عن وزارة الخارجية- عن متابعتها ببالغ الاهتمام تطورات الأوضاع المتسارعة بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم "ناجورنو-كاراباخ"، وناشدت الطرفين ضبط النفس ووقف التصعيد. وأكدت الخارجية موقف مصر الثابت والقائم على ‏حث كافة الأطراف على الحوار من أجل الوصول إلى تسوية بالطرق السلمية وفقًا لمقررات الشرعية الدولية، وذلك في إطار مجموعة "مينسك" التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الرئيس السيسي يكلف رئيس الوزراء بسرعة الانتهاء من شروط البناء الجديدة

الرئيس المصري يوجه بالتوسع في تطبيق نظام الري الحديث للأراضي الزراعية