البحر الأحمر- صلاح عبدالرحمن
قال المركز الدولي للحوار إن خطاب الرئيس المصري محمد مرسي جاء حاملاً قدراً كبيراً من العاطفة والتصالح، إلا أنه سيضفي المزيد من الاحتقان على الشارع المصري، حيث إنه لم يستجيب لأي من المطالب التي أثارت غضب الجماهير وحفزتهم للدعوة إلى التظاهر يوم 30 حزيران/ يونيو المُقبل. كما يرى المركز أن كلام الرئيس مرسي حمل مجموعة من المغالطات والمتناقضات، ومنها على سبيل المثال، الحديث عن جهاز الشرطة الذي قال إنه لا ينام، في الوقت نفسه الذي اعترف فيه الرئيس بأن البلطجية ينتشرون في كل مكان، كما أكد الرئيس أنه قام بصرف تعويضات للمصابين وأسر الشهداء، وهذا غير صحيح، حيث إن المجلس العسكري هو الذي أصدر قراراً بإنشاء المجلس القومي لرعاية أسر الشهداء والمصابين، ورئيس الوزراء السابق الدكتور كمال الجنزوري هو من قام بصرف تعويضات للمصابين، وقام بتعيينهم في وظائف في الدولة، وليس الرئيس مرسي. ويَعتبر"الدولي للحوار" أن من أكبر الأخطاء التي وقع فيها الرئيس المصري في خطابه الأخير، أنه حاول تصوير أزمته مع المعارضة المصرية وشباب ثورة 25 كانون الثاني / يناير العام2011 ،على أنها مجرد صراع مع فلول النظام السابق، وهذا الأمر يزيد احتقان المتظاهرين قبل 30 حزيران/ يونيو المُقبل. ومن الأخطاء التي وقع فيها الرئيس مرسي أيضاً، هو كلامه عن أزمة الكهرباء التي تمر بها البلاد وتحميل عمال الكهرباء المسؤولية، حيث يرى المركز أن في هذا الحديث استهانة بالأزمة واستهانة أيضاً بعقول الشعب المصري. وبشأن ما تناوله الرئيس مرسي في خطابه من قيامه بزيارات خارجية لكل من روسيا والصين والاتحاد الأوروبي وإيران، يرى"الدولي للحوار" أنها لا تستحق الإشارة إليها، فهي لم تكن ناجحة في الأساس لكي يتحدث عنها، فكلها كانت مخزية وتُحرج الدولة المصرية في الخارج، وتضع مصر في غير موضعها الحقيقي الذي يتناسب وحجمها الكبير في المنطقة والعالم. كما تحدث الرئيس المصري عن زيادة الأجور في الدولة، ومنها رواتب الدعاة التي قال إنها زادت زيادة ملحوظة، وهو كلام غير صحيح، فالدعاة زادت أجورهم 80 جنيهاً، بعد أن تم خصم 350 جنيهاً منهم، أي أن رواتبهم خُصم منها 270 جنيهاً. ويرى"الدولي للحوار" أن الحوار في مجمله جاء مخيباً للآمال، ولم يلبي أقل طموحات أو دعوات المعارضة، والتي سترفع سقف مطالبها في المقابل، وهو ما حدث بالفعل من المتظاهرين في أعقاب نهاية الخطاب، حيث أصبحت هتافات المتظاهرين تنادي بإسقاط النظام وتنحي الرئيس، وهو ما يزيد من حدة تظاهرات نهاية الشهر الجاري بشكل يثير القلق على مستقبل البلاد.