قال أستاذ الشريعة في جامعة الأزهر الدكتور أحمد كريمة، إنه يرفض أي وصايا أجنبية ومنع أية وساطات خارجية والإسراع في تشكيل لجنة مصالحة شرعية وقانونية وسياسية محايدة ووقف الحملات الإعلامية "التشهيد والتحريض"، مطالبا الجميع في الداخل والخارج باحترام الرغبة الشعبية للكثرة الكاثرة في ٣٠ حزيران/يونيو الماضي والالتزام بقرار أهل الحل والعقد في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ووجه نداء إلى عقلاء الأمة قائلا "يا عقلاء وحكماء الوطن، احموا الدماء من الإراقة والنفوس من الإهلاك والإتلاف، الحذر الحذر من العدوان على إزهاق الأرواح، والجلوس على مائدة الحوار دون شروط مسبقة وطرح رؤى وتبادل مقترحات والتوصل إلى اتفاقيات في حدود الدستور والقانون بما يكفل العدالة". وشدد "كريمة" لـ"مصر اليوم"على أن السلام في الإسلام شيء أصيل، فهو من أسماء الله عزّ وجلّ، والله يدعو إلى السلام، فالإسلام دين أمن وسِلْم وسلام؛ وأي خروج عن هذا الأصل هو خروج عن مقاصد الشرع. ولفت إلى أن الإسلام شرّع  حماية الأموال وصيانة الأعراض وحفظ الدماء، فالدماء معصومة في الإسلام طبقًا لقول أنس بن مالك عن رسول الله صلى قال فيه " من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تخفروا الله في ذمته . وأضاف كريمة أن الذين يجترئون على إراقة الدماء وتخريب الممتلكات وإتلاف المنشآت وتعطيل المصالح وعلى قطع الطرق، أُناسٌ خارجون عن فهم صحيح الإسلام؛ ووصف الله عز وجل هؤلاء بقوله عز من قائل ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ، وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾،مشدداعلى أن الدعوة للانتماء إلى تعصبات سياسية أو دينية أو مذهبية كلها خارجة عن صحيح هذا الدين؛ حيث قال الله سبحانه وتعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾، وقال عز وجل ﴿أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾.  وطالب "كريمة"بإبعاد الأحزاب السياسية لورقة الدين لأن المشهد أصبح في خطر، وأن يحظر قيام أحزاب سياسية على أسس دينية، وهذا الأمر يطبق على الجميع (لا يهود ولا مسيحيين - ولا مسلمين) هذا مجتمع مدني تعظم فيه شعائر الدين في غير الأمور السياسية، لأن السياسة الشرعية في صدر الإسلام شيء وفى العالم المعاصر شيء آخر، وقال النبى صلى الله عليه وسلم - "أنتم أدرى بشئون دنياكم". وأضاف "تجربة الإسلاميين الآن في الحكم فاشلة، ولا يوجد ما يسمى إسلاميين أو تيار إسلامي لأن المسمى الأصلي، كما ورد في القرآن الكريم "هو سماكم المسلمين" بدءا من الأمين إلى الغفير، ولا يوجد من يحتكرون تفسير الدين، إلا إذا أرادوا السير على تفسير واحتكار رجال الدين في الكنيسة فى القرون الوسطى قبل مارتن لوثر كنج، وهو قس وناشط سياسي أميركي الذي كان من أشهر أقواله "لا يستطيع أحد أن يمتطي ظهرك إلا إذا انحنيت" أو إذا أرادوا تقليد الشيعة الإمامية في ولاية الفقيه وتفسيرها أن الشيعة يعتقدون أن الإمام معصوم كالنبي صلى الله عليه وسلم، وله وحدة حق احتكار فهم الدين ورسم سياسة الدولة، أو إحياء النظرية الخاطئة التي تقر بالولاء والبراء" وهي أساس دستور جماعات الخوارج".