الرئيس عبد الفتاح السيسي

أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تطلعه إلى التوسع في الشراكة التنموية بين مصر والاتحاد الأوروبي في شتى المجالات وتشجيع المشاركة الأوروبية في المشاريع القومية التي تنفذها مصر وضخ المزيد من الاستثمارات الأوروبية إلى مصر.

وأعرب الرئيس السيسي عن ترحيبه برئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، في أول زيارة له لمصر، لافتًا إلى أن مصر تعتبر الاتحاد الأوروبي شريكًا أساسيًا له ، كما نقدر علاقات التعاون الوثيقة التي تربط مصر بالدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

وأضاف السيسي - خلال مؤتمر صحفي مشترك مع تاسك عقب مباحثاتهما - أن مصر تسعى إلى تعزيز هذه الشراكة والارتقاء بها، كما ترحب بمبادرات الاتحاد الأوروبي للتشاور والتنسيق خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة ، وأضاف أنه تبادل مع المسؤول الأوروبي وجهات النظر والرؤى إزاء العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك خاصة الأوضاع في الشرق الأوسط وليبيا وسورية وأزمة اللاجئين التي تواجهها أوروبا حاليًا.

وقال: "إننا اتفقنا على أهمية تعزيز الجهود الدولية لتسوية الصراعات التي تعاني منها المنطقة ومن تداعياتها على مدى الأعوام الأربعة الماضية، والتي وصلت تداعياتها إلى أوروبا"،

وأضاف "إننا اتفقنا أيضًا على تكثيف التعاون بشكل أوثق من أجل العمل على وضع حد لحالة الفوضى وعدم الاستقرار التي تعاني منها المنطقة".

وأوضح السيسي أن زيارة تاسك لمصر تتزامن مع الإعداد للانتخابات البرلمانية لتحقيق طموحات الشعب المصري ، ونقدر اهتمام الشركاء الأوروبيين لمتابعة ما يدور في مصر ورغبتهم في الاطلاع على الحقائق.

واستنكر الرئيس الأحداث المؤسفة التي يتعرض لها الحرم القدسي الشريف، داعيًا إلى تفهم المجتمع الدولي لتعلق المسلمين بهذه المقدسات، كما استنكر التصعيد غير المبرر من الجانب الإسرائيلي والانتهاكات اليومية التي تزايدت ضد المسجد الأقصى، لافتًا إلى تقاعس الحكومة الإسرائيلية عن الاضطلاع بمسؤوليتها وفقًا للقانون الدولي الذي يحتم حماية هذه المقدسات والعمل على وقف أية محاولات لتغيير طبيعتها وهويتها.

وحذر من أن غياب أي أفق للفلسطينيين بشأن تمكنهم من إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية من خلال حل الدولتين، وطالب الحكومة الإسرائيلية بوقف الانتهاكات اليومية للحرم القدسي الشريف، ومنع التصعيد وتجنب خروج الوضع من السيطرة ، مشددًا على أن الحفاظ على القدس أمر واجب لا يجب التهاون فيه.

وعبر الرئيس السيسي في النهاية عن تطلعه لمواصلة الحوار البناء مع الاتحاد الأوروبي في كافة الموضوعات بما يعود بالنفع على الجانبين والمنطقة بالخير والتنمية.

من جهته ، أكد دونالد توسك دعم الاتحاد الأوروبي للإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية في مصر لصالح الشعب المصري، وأضاف أن مباحثاته مع الرئيس السيسى ركزت على عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك في مقدمتها الهجرة غير الشرعية وأزمة اللاجئين الحالية والتي تؤثر على مصر والمنطقة ودول الاتحاد الأوروبي .

وأشار إلى أنه استعرض مع الرئيس السيسى الخطوات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي لمواجهة أزمة اللاجئين، لافتًا إلى أنه استمع إلى وجهة نظر الرئيس السيسى بشأن سبل مواجهة تلك الأزمة التي تعد تحديًا مشتركًا .

وأوضح أن الاتحاد الأوروبي يتطلع للتعاون الوثيق مع مصر لمواجهة الهجرة غير الشرعية ، منوهًا إلى أنه ناقش أيضا سبل مكافحة التطرف، وأكد أن الاتحاد الأوروبي يدين كافة أشكال الهجمات المتطرفة وملتزم بمكافحة التطرف مع شركائه في إطار القانون .

ورحب رئيس المجلس الأوروبي بإجراء الانتخابات البرلمانية المصرية وإقرار الدستور الجديد العام الماضي والذي يحمى الحقوق والحريات الأساسية في مصر.

وأعرب توسك عن تطلعه لإجراء حوار مستمر مع الرئيس السيسى لمواجهة التحديات المشتركة ، مبديًا سعادته للقاء الرئيس السيسي والذي يعد الأول بينهما .