سيف طالب في كلية الهندسة

حلم عاش والداه من أجله، وعلى الرغم من أنه ولد وحيد فإن ذلك لم يكن أبدا سببا في فساد حاله أو تدليله، لطالما حلم أبواه أن يشاهدا ثمرة حياتهما تنضج أمام أعينهما حتى يبلغ ما تمنيا له، حلم طال انتظاره تحول فجأة إلى كابوس علي يد الصديق، الذي قتله غدراً وسار في جنازته يشاهد انهيار والديه .

"الجاني المفصول من كلية الشرطة تحول من مشروع ضابط إلي قاتل بعد أن سار في طريق المخدرات" الأمر الذي من أجله باع هذا الجاني كل نفيس وغال في حياته وحياة كل من حوله من أجل أن يسلك هذا الطريق، والذي من أجله دهس مستقبله قبل أن تغويه وساوس الشيطان ويريق دم صديقه بصحبة عشيقته حتى يحصلا علي المال، وألقي بجثته وسط الصحراء حتي بدأت في التحلل، وراوغ أهله عنه مدعيا بحثه عن سبب اختفائه.

بدموع الفراق التي سالت على وجه والدة المجني عليه بعدما علمت بما حدث لولدها، قالت " ابني سيف كان طالبا في كلية الهندسة، في الفرقة الثانية، شاب رياضي ملتزم، لم يكن له من المشاكل والمشاجرات ما يكفي لتخلق كراهية بينه وبين أحد، وفي يوم الحادث تلقي مكالمة تليفونية من صديقه الذي تعرف عليه منذ فترة ليست بالكبيرة، مستغيثاً به، مشيرا إلى أنه وقع في مشكلة ما ويحتاج إلى مبلغ مالي، وعلى الفور أسرع سيف في الذهاب لإغاثة صديقه ومعه المبلغ، بالرغم من أن نجلي كان يستعد للذهاب إلى منزل والده للبدء في المذاكرة لامتحانات نهاية العام الدراسي، ولكنه قرر الذهاب لنجدة صديقه، ولكن الأخير طلب من سيف أن يعطيه سيارته إلا أنه رفض، وأعطاه المبلغ وطلب منه أن ينصرف لأن والدته في انتظاره وأن لديه امتحانات ينبغي أن يستعد لها، وكأنه كان يعلم ما ينتظره، إلا أن صديقه أصر أن يصعد معه إلى شقته حتى يحكي له عن مشكلته، وعندما رفض رد قائلًا إنه لن يستغرق سوي دقائق معدودة لأنه كان وضع الخطة وعقد العزم علي أن يتخلص منه ليستولي علي سيارته فلم يكفه المال" .

وأضافت والدة المجني عليه قائلة "وبالفعل توجه معه وقدم له عصيرا وضع به السم وعندما بدأ يتهاوي من آثار السم، كبله من يديه ورجليه وكتم أنفاسه بالاشتراك مع صديقته حتى تأكدا من موته " . وواصلت الأم حديثها "سيف تليفونه أتقفل واختفى وإحنا تواصلنا مع كل أصحابه بمن فيهم المتهم، يمكن حد يعرف عنه حاجة، وبدأ الكل يدور على سيف بمن فيهم المتهم، كان معانا على التليفون وبيكلمنا كل ساعة وببقول أنا معكم متخافوش. وهو اللي قتله".

وقام رجال الأمن بتتبع تليفون سيف، ووصلنا لعنوان المتهم وأنه آخر شخص تحدث معه، وعرفنا مكان وجوده آخر مرة، وده كان مكان المتهم عمر، وأضافت الأم المكلومة أن القضية كلها الآن لازالت قيد التحقيق، ونحن ننتظر نتيجة الطب الشرعي والذي سوف يوضح الكثير ويبرئ ابننا الذي نثق أنه بريء من كل الافتراءات التي تم ترويجها عنه . مضيفة "خسرنا شابا في بداية حياته محبوبا من الجميع، والافتراءات التي تعرض لها بعد وفاته تسيء لعائلة كاملة مصدومة وحزينة، ونتمنى قصاصا عادلا بعد ما اتغدر به ممن كان يعتقد أنه صديقه، حسبنا الله ونعم الوكيل " .

وكان اللواء مصطفى عصام، نائب مدير أمن الجيزة قد تلقى بلاغا بالعثور على جثة شخص في العقد الثالث من العمر يتحلى بسلسلة فضية مغطاة بفرش سيارة وملقاة على جانب طريق الخدمات بالكيلو 40 بطريق مصر الإسكندرية الصحراوي، والجثة في حالة تيبس رمى وتحلل، ومن خلال فريق بحث بقيادة اللواء رضا العمدة، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة تم تحديد هوية صاحب الجثة، حيث تبين أنه طالب بإحدى الجامعات، وأن والدته أبلغت بغيابه منذ منذ عدة أيام، وتعرفت على جثته، ومن خلال التحريات تبين أن وراء الواقعة طالبا زميله، وتمكن رجال الأمن من القبض على مرتكب الواقعة وصديقته، وقررا أنهما كانا يمران بضائقة مالية فاستدرجا المجني عليه والتقيا بشقة المتهم الأول ثم غافله المتهم وقام بشنقه بحبل، وعندما قاومه قامت شريكته بكتم أنفاسه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وغادرا الشقة، وعند عودتهما وجدا نزيف دماء من الجثة فوضعا الجثة داخل سجادة ونقلاها بسيارة المجني عليه بعد نزع لوحاتها وقاما بالاستيلاء منه على 700 جنيه وتخلصا من متعلقاته بإلقائها بالطريق العام، وأمر اللواء عصام سعد، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة بإخطار النيابة التي تولت التحقيق.