يحدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما معالم أجندته في الفترة الثانية من ولايته الرئاسية في خطابه عن حالة الاتحاد يوم الثلاثاء 13 فبراير. وفي خطابه الذي يبنيه على خطاب تنصيبه الثاني سيطرح أوباما تفاصيل جدول الأعمال طويل المدى لحكومته الذي سيضاف لسجله . وسيظل الاقتصاد هو الموضوع الأول على رأس هذه الأجندة ، حيث من المتوقع، كما فعل اليوم في خطابه الأسبوعي، أن يحذر من عواقب التخفيضات التلقائية في الإنفاق الحكومي على الاقتصاد الذي يتحسن ببطء، وفي الوقت ذاته سيوازن أوباما بين ذلك وبين أولويات أخرى مثل الهجرة والحد من الأسلحة النارية في الولايات المتحدة . وبتنصيبه لولاية ثانية، فقد توفرت لأوباما مساحة من الحرية ليكون أكثر قوة في السير وفقا لرؤيته، لأنه لا يواجه تحديات إعادة انتخابه مرة أخرى ، إلا أنه بحاجة في نفس الوقت إلى تحديد الأهداف التي يمكنها أن تجتذب تأييد الأغلبية . وكان خطاب تنصيب أوباما لولاية ثانية في 21 يناير الماضي قد اتسم بالقوة والتصميم وسيكون عليه أن يحدد ما إذا كان سيستمر في هذا النهج أو يتخذ موقفا يسهل على الجمهوريين النظر في التعاون معه . ويشير المراقبون إلى أن أوباما لا يملك الآن كل مقاليد الأمور في يده، وإذا أراد بالفعل أن يحقق تغييرا ، فعليه أن يعمل على تشكيل تحالف وائتلاف وهو ما لن يتمكن منه إذا لم يكن عمليا حقا . وأضافوا أن أوباما صنع لنفسه مكانا في التاريخ في ولايته الأولى بعد أن حقق انتصارات أمام الجمهوريين فيما يتعلق برفع الضرائب وإدخال إصلاحات تشريعية على نظم الرعاية الصحية والمالية، حيث وفرت الطموحات التي وردت في خطاب تنصيبه وعدا للديمقراطيين وكما وجهت تحذيرا للجمهوريين بأنه لم يحقق كل ما في جعبته بعد . ويتطلع أوباما إلى إضافة إنجاز آخر إلى سجل ولايته الأولى بتشريعات في مجال الهجرة والحد من الأسلحة النارية في البلاد ، كما أشار في خطاب تنصيبه إلى أن حقوق المثليين وتغير المناخ لا تزال ضمن أولوياته . ويدرك البيت الأبيض أن الوقت يتفلت ويمكن أن يمر قبل أن يحقق الرئيس ما يريد ويدخل في معارك تصيبه بالتعثر ، وهو ما دعا أوباما إلى تكرار دعواته للكونجرس لسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة .