ظهر البابا بنديكتوس السادس عشر الاربعاء للمرة الاولى علنا منذ اعلان استقالته المفاجئة وقال انه اتخذ هذا القرار "من اجل خير الكنيسة" داعيا الاف المؤمنين الذين جاؤوا لتحيته في الفاتيكان الى "الصلاة من اجله". واعلن الفاتيكان في هذا الوقت ان مجمع الكردالة لانتخاب حبر اعظم جديد سينعقد اعتبارا من 15 اذار/مارس. واستقبل الحاضرون الحبر الاعظم وهم يصفقون وقوفا مرددين "بينيديتو" وهو اسمه بالايطالية وحملوا يافطة كبرى كتب عليها "شكرا لقداستك". وقال البابا الذي بدا متعبا انه اتخذ قراره "من اجل خير الكنيسة" وشكر الكاثوليك على "محبتهم وصلواتهم". واضاف امام الاف المؤمنين في اللقاء الاسبوعي العام، في اول ظهور علني له منذ اعلان استقالته، "لقد استقلت بملء ارادتي من اجل خير الكنيسة". واضاف وسط تصفيق حوالى 3500 من المؤمنين الذين حضروا الى قاعة بولس السادس في الفاتيكان "اشكركم على محبتكم وصلواتكم التي واكبتموني بها في هذه الايام الماضية التي لم تكن سهلة". وتابع الحبر الاعظم البالغ من العمر 85 عاما "استمروا في الصلاة من اجلي وللكنيسة وللبابا المقبل" مكررا القول انه قرر الاستقالة بسبب ضعف قواه الجسدية. وبعد ذلك، اعلن المتحدث باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي ان مجمع الكرادلة لانتخاب البابا الجديد سيعقد اعتبارا من 15 اذار/مارس. وقال في مؤتمر صحافي بعد الظهور العلني الاول للبابا منذ اعلان استقالته "ان بدء المجمع لا يمكن ان يتم قبل 15 اذار/مارس. نتوقع ان ينعقد المجمع اعتبارا من 15، 16، 17، 18، او 19" من ذلك الشهر. وكان يشير بذلك الى الدستور الرسولي الذي ينص على مهلة 15 الى 20 يوما للدعوة الى انعقاد مجمع الكرادلة بعد وفاة او استقالة البابا. واضاف لومباردي "لكن القرار المتعلق بالموعد هو من اختصاص الكرادلة الذين سيعقدون اجتماعات" في الفاتكيان غداة مغادرة البابا الذي اعلن ان استقالته تصبح سارية في 28 شباط/فبراير. وكان لومباردي اعلن سابقا انه يتوقع ان يتم انتخاب حبر اعظم جديد قبل الفصح المصادف في 31 اذار/مارس هذه السنة. وفيما تسري الشائعات حول الاسماء المتداولة لخلافة البابا، يرى معلقون ان السن سيكون عاملا مهما في عملية اختيار البابا الجديد حيث يصوت 117 كاردينالا لانتخاب واحد من بينهم. ويحيي البابا في وقت لاحق قداس اربعاء الرماد الذي يرمز لبداية الصوم ما يشكل احد اخر التزاماته كحبر اعظم. وينظم هذا القداس عادة في كنيسة القديسة سابين في روما لكن تم نقله الى كاتدرائية القديس بطرس احتراما للبابا المستقيل ومن اجل استيعاب الحشود الكبرى المنتظرة. والخميس سيعقد البابا اجتماعه السنوي مع اساقفة روما، كما سيلتقي رؤساء غواتيمالا ورومانيا كما هو مقرر. واللقاء العام الاخير مع المؤمنين سيكون في 27 شباط/فبراير حيث سيودع الناس في ساحة القديس بطرس قبل ان يغادر الى دير ضمن حرم الفاتيكان. ويعتزم بنديكتوس السادس عشر ان يمضي وقته بالصلاة والتامل كما اعلن الفاتيكان. واعلان البابا استقالته يشكل سابقة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية منذ اكثر من 700 سنة عندما تخلى سلستين الخامس عن منصبه قبل تنصيبه حبرا اعظم في 1294. وفيما يامل البعض في ان يكون البابا الجديد من آسيا او افريقيا، يجري التداول باسماء كرادلة من اوروبا او شمال اميركا. وسيكون على البابا الجديد ان يواجه تحدي العلمانية المتزايدة في الغرب، وهي ابرز التحديات التي تواجه الكنيسة الكاثوليكية. وقال الكاردينال بيتر ابياه توركسون من غانا والذي يجري التداول باسمه مع كاردينال افريقي اخر لتولي سدة الباوبوية، ان العالم قد يكون اصبح مستعدا لحبر اعظم من اصل افريقي. واضاف في مقابلة صحافية نشرت الاربعاء "فلتكن مشيئة الله"، مضيفا ان "الكنيسة لديها مؤمنون في كل مكان، وافريقيا بالتاكيد قارة مهمة بالنسبة للكاثوليكية لكن كذلك هي الحال بالنسبة لاسيا على سبيل المثال".