الخرطوم - مصر اليوم
أعلن الحزب الحاكم في السودان، الجمعة، أن الرئيس عمر حسن البشير سيكون مرشحه إلى الرئاسة في انتخابات 2020 لولاية ثالثة، وفق وكالة الأنباء الرسمية.
وأعلن مجلس شورى الحزب البشير مرشحًا، وذلك عقب اجتماع عقد في وقت متأخر، الأربعاء، رغم أن دستور البلاد يسمح بولايتين رئاسيتين.
وأفادت الوكالة أن مجلس الشورى القومي اعتمد المشير عمر حسن البشير مرشحًا لرئاسة الجمهورية في انتخابات 2020، إذ قال كبشور كوكو، رئيس المجلس للصحافيين، الخميس، بأن كل أجهزة الحزب اعتمدت البشير مرشحًا للرئاسة في انتخابات 2020. وقد اتخذنا الإجراءات اللازمة لذلك.
ويسمح النظام الأساسي للحزب بتولي الرئاسة لفترتين، على أن يكون رئيس الحزب هو مرشحه إلى انتخابات الرئاسة. لكن الوكالة أوضحت في هذا السياق أن مجلس الشورى القومي جاز للمؤتمر الوطني تعديلات النظام الأساسي.
وقال الدكتور علي الحاج، الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المشارك في الحكومة، إن حزبه لم يقرر حتى الآن موقفه من إعادة ترشيح الرئيس عمر البشير، معتبرًا أن الأمر سابق لأوانه، وأضاف موضحًا «نحن لا نتحدث عن أشخاص، بل عن برامج، ولدينا أجندة للترشيح سنعلنها في الوقت المناسب، مبرزًا أن حزبه تسلم دعوة للنقاش حول مسودة مشروع قانون الانتخابات، وأن عضوية الحزب تشارك في اللجنة التي تشكيلها، بمشاركة عدد من الأحزاب لبلورة آرائهم حول قانون الانتخابات.
وقال الدكتور جبريل إبراهيم، نائب رئيس «نداء السودان»، رئيس حركة العدل والمساواة، إنه لا يرى غرابة في ترشيح مجلس شورى المؤتمر الوطني الحاكم للبشير لدورة ثالثة، وذلك في مخالفة صريحة للنظام الأساسي للحزب ولدستور السودان الانتقالي، حسب تعبيره.
وانتقد إبراهيم حزب المؤتمر الوطني الحاكم، واتهمه بأنه أوصل البلاد إلى الدرك، وقال إن الحل يكمن في إجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إدارة وإشراف حكومة قومية انتقالية، بعد إجراءات إصلاحية ضرورية في كل ما يتعلق بالانتخابات لضمان نزاهتها، مشددًا على أن المعارضة تقف ضد أي انتخابات مزورة بإشراف الحكومة الحالية، بغض النظر عمن يكون مرشح الرئاسة. واعتبر أن المؤتمر الوطني يسعى إلى إشغال السودانيين بالانتخابات لشرعنة نفسه.
وكانت "الحركة الشعبية–شمال"، بقيادة مالك عقار، قد حددت في بيان لها أواخر يوليو/ تموز الماضي شروطها للمشاركة في أي انتخابات قادمة، وعلى رأسها عدم ترشيح البشير، أو تعديل الدستور، ووقف الحرب باتفاق سلام عادل وشامل، وتوفير الحريات من ضمن قضايا أخرى، كما شددت على أن مقاومة الدستور ورفض ترشيح البشير جزء هام لاستنهاض الجماهير، وهي عملية طويلة ومعقدة ولا بد من خوضها"، وقالت إن ترشيح البشير مخالف لدستور السودان للعام 2005.
ودعت الحركة الشعبية إلى إنشاء منابر جماعية لمقاومة ترشيح البشير، وتعديل الدستور كجزء من المعركة ضد الحكومة السودانية، وقالت إن أي حديث عن تعديل الدستور "لا يهمنا ويضر بقضيتنا في استنهاض الشعب والجماهير على درب مقاومة النظام، هذه المعركة بدأت بالأمس، وتستمر اليوم، ولا بد من خوضها دون وجل أو تردد".
وشهدت أورقة الحزب الحاكم في السودان جدلًا واسعًا حول ترشيح رئيس الحزب عمر البشير، والذي ظل في السلطة منذ عام 1989. علمًا بأن النظام الأساسي لحزب المؤتمر الوطني قبل إجراء التعديلات عليه لا يقر ترشيح البشير إلى دورة جديدة، حيث ينص على أن الرئيس يمنح دورتين للرئاسة، لكن بعد التعديلات أصبحت وجهة الحزب تتمثل في تجديد ولاية البشير لخوض دورة رئاسية، هي الثالثة له منذ انتخابات 2010، التي أقرتها اتفاقية السلام الشامل بين الحكومة السودانية ومتمردي جنوب السودان قبل استقلال دولة الجنوب.
وحسب عدد من المراقبين، فإن نواب المؤتمر الوطني لن يواجهوا صعوبات في تمرير تعديلات الدستور، تمهيدًا لاستكمال ترشيح البشير لخوض انتخابات الرئاسة في 2020، فيما ترفض قوى المعارضة بشدة إجراءات تعديل الدستور، وترى أنها تكريس لحكم الفرد.
واستبق محمد يوسف كبر، نائب رئيس المجلس، اجتماعات الشورى بقوله إن البشير بات المرشح الأوفر حظًا من بين خمسة مرشحين آخرين، لكنه رفض الإفصاح عن أسمائهم.
وقال البشير في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس الشورى إن بلاده تتمتع بالأمن، وإقليم دارفور صار واقعًا بشهادة الأمم المتحدة، بل حتى المنظمات المعادية، أكدت أن الإقليم بات يشهد أمنًا واستقرارًا، وهو ما أدى إلى خفض القوات المشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور، مشددًا على أنه لا يوجد الآن تمرد في دارفور باستثناء مجموعة من اللصوص ومنطقتا جنوب كردفان والنيل الأزرق تشهدان سلامًا حقيقيًا، هناك رغبة حقيقية في السلام، ونحن ننتظر بعض الإجراءات القليلة حتى نحقق سلامًا شاملًا.