شرطي باكستاني عند حاجز في لاهور الاثنين

اكدت باكستان الاثنين ان الهجوم العسكري الذي بدأته الاحد على طالبان يمهد "لعصر (جديد) من السلام"، الامر الذي يشكك فيه

المراقبون بعدما توعد المتمردون بالرد ودعوا الشركات الاجنبية الى مغادرة البلاد.
وواصل الجيش الاثنين عمليات القصف وتقدمت قواته في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية، ابرز معقل لاسلاميي طالبان

والقاعدة على الحدود مع افغانستان في ظل مقاومة محدودة.
وتحسبا لرد محتمل من جانب المتمردين، وضعت السلطات كبرى مدن البلاد (اسلام اباد وكراتشي ولاهور وبيشاور) في حال

تاهب قصوى وارسلت تعزيزات عسكرية وشبه عسكرية ومن الشرطة لتكثيف الحواجز والدوريات.
وتعتبر وزيرستان الشمالية اخر المعاقل القبلية لطالبان الباكستانية، اكبر مجموعة تمرد اسلامية في باكستان مع حلفائها من

مقاتلي القاعدة.
وقررت اسلام اباد الانتقال الى الهجوم في الاسابيع الاخيرة بعدما فشلت في بدء مفاوضات سلام مع طالبان. وبدأت هذه العملية

بعد نحو اسبوع من هجوم دام استهدف مطار كراتشي واسفر عن 38 قتيلا بينهم المهاجمون العشرة وتبنته طالبان الباكستانية.
وهذا الهجوم يطالب به منذ وقت طويل حلفاء باكستان، وفي مقدمهم الولايات المتحدة، بهدف القضاء على هذه المعاقل التي تؤوي

ايضا متمردي طالبان الافغانية الذين يقاتلون كابول وحلفاءها الغربيين.
والاثنين، تحدث رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف للمرة الاولى منذ بدء الهجوم معلنا امام الجمعية الوطنية ان هذه "العملية

الحاسمة تهدف الى القضاء على الارهاب" في البلاد وانها ستتواصل "حتى تحقيق هذه الغاية".
وشدد على ان الحكومة اتخذت قرارها بعد فشل محاولاتها اجراء مفاوضات سلام مع طالبان "الذين واصلوا استهدافنا بقنابلهم".
وقال ايضا "قررنا ان نجعل من باكستان ارض سلام (...) اعتقد ان هذه العملية ستشكل بداية عصر سلام وهدوء. لن نسمح بعد

اليوم بان تكون باكستان معقلا للارهاب".
وكانت طالبان الباكستانية توعدت في وقت سابق الاثنين بهجمات جديدة ردا على العملية العسكرية، مهددة الحكومة ثم الشركات

الاجنبية التي دعتها الى "مغادرة البلاد فورا".
وتتهم طالبان الباكستانية بتنفيذ عدد كبير من الهجمات خلفت نحو سبعة الاف قتيل في البلاد منذ 2007.
وفي اليوم الثاني من هجومه في وزيرستان الشمالية لم يلق الجيش سوى مقاومة محدودة رغم اعلانه خسارة ثمانية جنود.
وقتل ستة من هؤلاء بانفجار قنبلة محلية الصنع زرعت على طريق فيما قضى اثنان اخران في تبادل للنيران مع سبعة متمردين

قتلوا ايضا فيما كانوا يحاولون الفرار من المنطقة القبلية المغلقة والتي تخضع لحظر تجول منذ اربعة ايام.
وبذلك، يرتفع الى 184 عدد القتلى في صفوف المتمردين وفق ما اعلن الجيش. وتعذر تاكيد هذه الحصيلة لدى مصدر مستقل

فيما تحدث نازحون عن مقتل مدنيين خلال الهجوم.
وفي انحاء بانو، المدينة الواقعة عند مدخل وزيرستان الشمالية، استعدت السلطات المدنية لتدفق النازحين واقامت مخيمين جديدين

لاستقبالهم.
واعلنت السلطات ان عدد النازحين بلغ 62 الفا. ولكن حتى قبل بدء الهجوم، افادت مصادر محلية ان اربعين في المئة من سكان

وزيرستان الشمالية البالغ عددهم نصف مليون شخص غادروا المنطقة.
وقالت مصادر متطابقة ان الغالبية الكبرى من المقاتلين الاسلاميين المحليين والاجانب غادروا المنطقة بدورهم وانتقلوا الى

افغانستان المجاورة.
وبناء عليه، يتوقع عدد من المراقبين ان يعلن الجيش تحقيق انتصار في الاسابيع المقبلة بعد "تطهير" وزيرستان الشمالية من

المتمردين.
لكنهم يلفتون الى خطر عودة هؤلاء  مجددا عبر الحدود مشددين على ان انقاذ باكستان من المتطرفين يتطلب اكثر من مجرد

هجوم سريع على خلفية عقود من النزاعات تخللها استغلال للمجموعات الاسلامية المسلحة من جانب الجيش او الاحزاب

السياسية.
وفي هذا الاطار، قال المحلل حسن عسكري ان "الاسلاميين موجودون ايضا في اسلام اباد ولاهور وكراتشي (...) وهذا الامر

يتطلب استراتيجية اخرى بعيدة المدى تنفذها المؤسسات المدنية".
أ ف ب