بايدن خلال محادثاته مع الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس

اعتبر نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الخميس قبرص "شريكة اساسية" موضحا ان قادة شطريها وافقوا على "تسريع" الجهود لانهاء انقسام الجزيرة المستمر منذ 40 عاما، في تصريح ادلى به قبل ان يغادر في وقت متاخر ليل الخميس.
وغادر بايدن قبرص ليلا بعد لقاء قادة القبارصة اليونانيين والاتراك، في ختام زيارة كانت الاعلى مستوى لمسؤول اميركي الى الجزيرة منذ زيارة الرئيس ليندون جونسون عام 1962.
وصرح في المنطقة العازلة في نيقوسيا التي تقسم المدينة والبلاد الى شطرين منذ اجتياح تركيا لشمالها عام 1974 "قبرص شريكة اساسية في منطقة مليئة بالتحديات ونعلم انها يمكن ان تكون شريكة اقوى اذا تمكن الجيل المقبل من القبارصة ان يكبروا بلا عبء النزاع".
والتقى بايدن بكل من الرئيس القبرصي نيكوس انستاسيادس وزعيم القبارصة الاتراك درويش اروغلو على حدة قبل تناول العشاء معهما في المنطقة العازلة الخاضعة للامم المتحدة.
وصرح للصحافيين في وقت متاخر الخميس ان "الزعيمين وافقا على تسريع عملية المفاوضات من اجل حل شامل، وهذه اولويتهما. كما اتفقا على اللقاء مرتين شهريا على الاقل لهذا الغرض. وسيعقد اجتماعهما التالي في 2 حزيران/يونيو".
وعقد بايدن في وقت سابق اجتماعا مع انستاسيادس الذي حقق تحسنا في العلاقات بين واشنطن ونيقوسيا منذ توليه الرئاسة العام الفائت بعدما ظل القبارصة اليونانيين لسنوات ينظرون بريبة الى الولايات المتحدة، حليفة تركيا المقربة.
وشدد بايدن على الدور المحتمل لقبرص في المنطقة ولا سيما مع مخزونها البحري من الغاز والذي تعرقل استثماره للتصدير الى اوروبا بسبب انقسام الجزيرة والنزاع المستمر مع تركيا.
وصرح بايدن ان "قبرص ستتحول الى لاعب اساسي في شرق المتوسط، وستحول المنطقة الى مركز عالمي للغاز الطبيعي واسواقه".
وصرح الرئيس القبرصي ان زيارة بايدن اثبتت "التحسن الكبير في الشراكة بين قبرص والولايات المتحدة، شراكة بات يمكننا ان نسميها استراتيجية".
كما طالب بالدعم الاميركي في استغلال مخزون الغاز الذي تملكه الجزيرة. وتضاعف اهتمام الاميركيين بوصول الغاز الى اسواق اوروبا بعد اندلاع ازمة اوكرانيا التي ابرزت ارتهان اوروبا لشحنات الغاز الروسي.
وعلق المتحدث باسم الحكومة نيكوس خريستودوليدس على الاجتماع مشيرا الى ان واشنطن "ادركت الدور الذي يمكن لجمهورية قبرص ان تلعبه كممر بديل للطاقة، لا للمنطقة فحسب بل لاوروبا بشكل عام".
كما عبر بايدن "الخط الاخضر"، خط التماس الخاضع لاشراف الامم المتحدة ويقسم البلاد الى شطرين، للقاء اروغلو.
ولا يعترف بـ"جمهورية شمال قبرص التركية" التي يرأسها اروغلو الا تركيا. وطمأن بايدن في وقت سابق القبارصة اليونانيين ان اللقاء باروغلو لا يعني اي تغير في السياسة الاميركية.
وصرح اروغلو بعد اللقاء في شمال نيقوسيا ان "الوقت حان لحل المسألة القبرصية".
وتابع "لا يمكننا الاستمرار في لوم الاخر او حشره في زاوية".
وابدى بايدن دعمه لمحادثات اعادة التوحيد باشراف الامم المتحدة التي استؤنفت في شباط/فبراير، لكنه اكد انه يعود الى المسؤولين القبارصة تحديد تفاصيل اي اتفاق.
وكان انستاسيادس يضغط من اجل تنازلات كبيرة من الطرفين لبقاء الثقة قبل اي استفتاء على حل شامل.
وقد حث بشكل خاص على اعادة منتجع فاروشا المعزول، الذي كان في السابق اهم مركز سياحي في الجزيرة قبل ان يخليه الجيش التركي من سكانه بعد الاجتياح ويغلقه بالكامل منذ 40 عاما.
 واكد نائب الرئيس الاميركي ان بلاده "مستعدة للمساعدة في تطبيق" اي خطة يتم الاتفاق عليها للمنتجع في المستقبل.
كما تطرق بايدن في اجتماعه مع الرئيس القبرصي الى ازمة اوكرانيا وحثه على عدم السماح لعلاقات الجزيرة الوثيقة مع موسكو ان تعرقل ردا موحدا للاتحاد الاوروبي في حال تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية الاوكرانية الاحد.
ويشكل موضوع تشديد عقوبات الاتحاد الاوروبي على موسكو مسألة حساسة في نيقوسيا حيث يملك المستثمرون الروس ودائع بمليارات اليورو في مصارف قبرص التي تعرضت لضربة قاسية نتيجة ازمة الدين في منطقة اليورو.
أ ف ب