اطفال وبالغون يستعدون لاداء صلاة الجمعة في اورومتشي

عاد بعض البائعين الذين ما زالوا يفتقدون الى الشعور بالطمأنية، الى متاجرهم الصغيرة في وقت مبكر من اليوم الجمعة قرب المحيط الامني الذي اقامته الشرطة الصينية في اورومتشي عاصمة شينجيانغ، على اثر الاعتداء الذي اوقع 31 قتيلا في احد الاسواق ووصفته بكين وواشنطن بانه "ارهابي".
وامس، اقتحم مهاجمون على متن سيارتين رباعيتي الدفع سوقا في الهواء الطلق في اورومتشي عاصمة اقليم شينجيانغ حيث القوا متفجرات على الحشود.
وتشهد كبرى مدن الاقليم اضطرابات متكررة.
ووصفت السلطات الاعتداء بانه اخر "حادث ارهابي خطير" يضرب شينجيانغ، المنطقة الواقعة غرب الصين ويشكل الاويغور المسلمون الناطقون بالتركية، ابرز اتنية فيها.
واصيب ايضا اكثر من تسعين شخصا بجروح بسبب الشحنات المتفجرة في السيارتين اللتين انفجرت احداهما. ويذكر الحادث بالاعتداء الانتحاري الذي نفذ في ساحة تيان انمين في وسط بكين في تشرين الاول/اكتوبر الماضي عندما اقتحمت سيارة على متنها ثلاثة من الاويغور الحشود ايضا.
وصباح الجمعة، اقامت الشرطة حاجزا صغيرا على الطريق امام مكان الانفجارات. وكان الزبائن المسنون ينتظرون عند المحلات على طول الطريق لكنه لم يكن في وسعهم الوصول الى البائعين في الشارع الذين وصلوا الى الرصيف في الصباح الباكر.
ولم تخف بائعة فطائر قلقها، غير انها مضطرة جدا للعودة الى العمل. واعلنت السيدة شي وهي تعد فطائر صغيرة "بالتاكيد نحن خائفون. ما زلت اتذكر دوي الانفجارات. لكن لا حل اخر امامنا".
وقالت "لدينا ثلاثة اطفال في المنزل. لا يمكننا ترك الارهابيين يمنعوننا من كسب المال للاهتمام بهم".
وشهدت الصين سلسلة حوادث استهدفت مدنيين في الاشهر الاخيرة، واحيانا في امكنة بعيدة عن شينجيانغ ونسبتها السلطات الى انفصاليين ومتطرفين في هذا الاقليم الغني بالموارد الطبيعية.
ودانت الولايات المتحدة والامم المتحدة اعمال العنف في اورومتشي.
وذكرت صحيفة غلوبال تايمز الصينية ان خمسة مهاجمين قتلوا في الهجوم الخميس من دون معرفة ما اذا كانوا ضمن حصيلة الضحايا. وتبحث الشرطة عن متورطين محتملين.
وكانت نحو عشر شاحنات للشرطة لا تزال متوقفة في الشارع الذي وقع فيه الهجوم، كما ذكر مراسل لوكالة فرانس برس.
وابقت الشرطة الصحافيين الاجانب بعيدا عن المكان ولم يظهر اي صحافي صيني. ويتعين على هؤلاء احيانا ان يلتزموا حرفيا بتقارير وسائل الاعلام الرسمية الصينية حول المواضيع الحساسة.
وينسب منتقدو بكين التوتر في المنطقة الى السياسة القمعية التي تنتهجها السلطات ضد اقلية الاويغور الخاضعة لرقابة صارمة ولتمييز اقتصادي لحساب اتنية الهان التي تشكل الاغلبية في الصين والتي تحظى الهجرة بين صفوفها بالتشجيع.
واظهرت المشاهد التي حصلت عليها وكالة فرانس برس على اثر الهجوم الخميس جثثا ممددة على الطريق وسط برك من الدم وبقايا خضار مبعثرة او حطام لدراجات هوائية.
واكد بعض الزبائن لدى عودتهم صباح الجمعة انهم يقومون بذلك في ما يشبه فعل تحد: "ليس لان اناسا يحاولون ترهيبنا يتعين علي ان آكل منتجات غير طازجة"، كما اعلنت سيدة عجوز لوكالة فراسن برس وهي تحمل كيس البصل في يدها.
أ ف ب