رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي يصلي امام ضريح الماهاتما غاندي في نيولدهي في 26 ايار/مايو 2014

ينصب نارندرا مودي القومي الهندوسي الاثنين رئيسا للوزراء في الهند في حفل سيشهد حضور نظيره الباكستاني نواز شريف للمرة الاولى ووعدا بتشكيل حكومة مصغرة.
ووصول مودي الى السلطة بعدما حقق فوزا ساحقا مع حزبه القومي الهندوسي، يشكل تحولا كبيرا نحو اليمين في الهند التي حكمها منذ عشر سنوات حزب المؤتمر بزعامة سلالة نهرو-غاندي.
وتوجه زعيم حزب بهاراتيا جناتا البالغ من العمر 63 عاما صباح الاثنين الى نصب بطل الاستقلال المهاتما غاندي قبل ان يلتقي اتال بهاري فاجبايي الزعيم الوحيد لحزب باراتيا جناتا الذي شغل منصب رئيس وزراء الهند (1998-2004).
ويفترض ان تعلن تشكيلة حكومته قبل حفل التنصيب المرتقب عند الساعة 18,00 (12,30 تغ). ووعد رئيس الوزراء الجديد بتشكيل حكومة مصغرة.
وقال على حسابه الرسمي على تويتر "وفاء لالتزامنا بحكومة بالحد الادنى وحكم بالحد الاقصى، سنعمد الى تغيير ايجابي غير مسبوق في تشكيل" الحكومة.
ومودي نجل بائع شاي نال الغالبية الاقوى في البرلمان منذ 30 عاما، مطيحا بحزب المؤتمر على اساس وعد بخلق وظائف واستئناف النمو.
وشدد رئيس الوزراء الجديد خلال حملته على مسيرته الشخصية واصوله المتواضعة وعمله كرئيس حكومة ولاية غوجارات منذ 13 عاما مؤكدا انه جعل ادارته اكثر فاعلية واقل فسادا.
لكن منتقديه يقولون انه مع تولي مودي السلطة، ستحظى الغالبية الهندوسية بافضلية على حساب اقليات اخرى وخصوصا ال150 مليون مسلم.
ويبقى المسلمون مرتابين كثيرا حيال رئيس الوزراء الجديد منذ الاضطرابات الدامية التي اندلعت في 2002 في غوجارات واوقعت اكثر من الف قتيل وخصوصا من المسلمين بدون ان تتدخل قواته. ويدافع مودي عن نفسه بالقول ان القضاء لم يوجه اليه اي اتهامات.
وقد وصل رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الاثنين الى نيودلهي لحضور حفل تنصيب نظيره الهندي في لقاء رمزي للدولتين النوويتين المتنافستين.
وهبطت طائرة شريف في المطار الرئيسي في العاصمة، وصافح المسؤولين الهنود الذين كانوا في استقباله وقدمت له باقة من الورود.
والدعوة التي وجهها مودي لشريف لحضور الحفل فسرت على انها بادرة دبلوماسية مهمة نحو باكستان كما انها ستكون المرة الاولى التي يحضر فيها زعيم من الدولتين حفل تنصيب الاخر منذ الاستقلال في 1947.
وشريف الذي رحب بفوز مودي، قبل الدعوة التي وجهت ايضا الى كل رؤساء حكومات رابطة دول جنوب آسيا للتعاون الاقليمي التي تضم باكستان.
وتواجهت الهند وباكستان في ثلاث حروب منذ استقلالهما في 1947 وتعيشان حتى الآن توترا خاصة على خلفية منطقة كشمير المتنازع عليها.
وتحسنت العلاقات بين البلدين بشكل طفيف في نهاية ولاية رئيس الوزراء السابق منموهان سينغ لكنها لا تزال تشهد فتورا مع انعدام الثقة والمناوشات المتكررة على حدود منطقة كشمير المتنازع عليها.
ومن المرتقب ان يعقد مودي وشريف محادثات ثنائية الثلاثاء.
وكان شريف الذي شغل ايضا منصب رئيس الحكومة في التسعينيات، اقام علاقات جيدة انذاك مع اتال بيهاري فاجبايي. وفي العام 1999 وقع فاجبايي اتفاق سلام في لاهور (شرق) اعاد احياء حلم تطبيع العلاقات بين القوتين النوويتين لفترة وجيزة.
أ ف ب