دمشق ـ وكالات
حذّر نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، من أن سوريا ستغيب عن الخريطة إذا تنحى الرئيس بشار الأسد الآن، واتهم بريطانيا وفرنسا بدعم تنظيم القاعدة بشكل مباشر أو غير مباشر لتصعيد الحرب في بلاده، ومن وصفهم بالأغبياء العرب بخدمة المصالح الغربية.وقال المقداد في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" نشرتها اليوم الثلاثاء "إن الرئيس الأسد لن يتنحى ولن تكون هناك سوريا إذا فعل.. وستغيب عن الخريطة إذا غادر الآن قبل أن نوافق على خطة سياسية بين جميع السوريين".واضاف أن الأردن "يمارس لعبة خطرة من خلال السماح بمرور امدادات الأسلحة عبر أراضيه إلى الجماعات المتمردة في سوريا ويأمل ألا يتورط بصورة أكبر، لأن القوى نفسها التي تقتل الأبرياء في سوريا موجودة على أراضيه أيضاً".ووصف بريطانيا وفرنسا بأنهما "مستعمرون جدد" جراء تقديمهما الدعم السياسي والعسكري لمقاتلي المعارضة الساعين للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، كما هاجم تركيا ومن وصفهم بـ "الأغبياء العرب"، مستفرداً بالسعودية وقطر، على قيامهم بـ "خدمة المصالح الغربية".واتهم المقداد اسرائيل بـ "التدخل في الصراع الدائر في البلاد"، مشيراً إلى "أن عملاء لجهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) قُتلوا في محافظة درعا القريبة من الحدود الأردنية"، حيث تردد بأن قوات المعارضة حققت تقدماً في الأسابيع الأخيرة.واضاف "هناك مؤامرة كبيرة ضد سوريا لإجبارها على تغيير سياساتها تجاه الصراع العربي ـ الاسرائيلي، وتغيير مواقفها من القضايا العربية، واقامة حكومة تخدم مصالح الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا".وحول استخدام أسلحة كيميائية، قال نائب وزير الخارجية السوري إن حكومة بلاده "ليس لديها شك بأن المتمردين استخدموا هذه الأسلحة في خان العسل قرب حلب، وستوافق فقط على اجراء تحقيق حقيقي من قبل الأمم المتحدة لعدم تكرار ما حدث في العراق" بشأن مزاعم أسلحته ذات الدمار الشامل.واضاف "اللعبة واضحة، ويريدون من ورائها تغطية ما حدث في حلب وإثارة قضايا وهمية".وقال المقداد إن بريطانيا وفرنسا "كانتا راضيتين عن دعم تنظيم القاعدة بشكل مباشر أو غير مباشر، لكنهما صارتا خائفتين الآن بعد تدفق الأوروبيين إلى سوريا للقتال إلى جانب القاعدة، وأرادتا أن يأتي هؤلاء إلى سوريا ليُقتلوا فيها، غير أنهما غيرتا رأيهما حين بدأ بعضهم بالعودة بلادهم".واضاف أن لندن وباريس "تتسامحان مع القتل في سوريا وتبالغان بما تقوم به حكومتنا، لكنهما لن تستطيعا الدفاع عن هذا الموقف إلى ما لا نهاية". وأضاف انه "شعر بالتفاؤل من الاعتراض القوي من قبل ألمانيا والدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي للمحاولات التي يبذلها هذان البلدان لتغيير شروط حظر الأسلحة إلى سوريا".وسخر المقداد من إصرار بريطانيا على أنها تزود المعارضة المسلحة في سوريا بمعدات غير فتاكة فقط، مشدداً على أن هذه المعدات "أدوات للحرب حتى ولو أنها ليست أسلحة".وقال "إن المزاعم حول تحقيق المتمردين في الآونة الأخيرة مكاسب في درعا والحديث عن معركة وشيكة في دمشق تصب في اطار الحرب النفسية ومجرد دعاية أيضاً".واضاف نائب وزير الخارجية السوري أن الجامعة العربية "انتهى دورها من خلال تسليمها مقعد سوريا للمعارضة في قمة الدوحة الشهر الماضي"، محذراً من أن بلاده "ستقوم بتسليم سفارة أية دولة في دمشق إلى اللاجئين إذا اقدمت على محاكاة هذه الخطوة".