طالبة اوكرانية تمر من امام تحصينات في دونيتسك بعد انتهاء حفل تخرجها في المدرسة

فقدت منظمة الامن والتعاون في اوروبا الاتصال مع فريق ثان من المراقبين في شرق اوكرانيا الذي يشهد معارك قاسية بين القوات الاوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا، فيما تقول كييف انها تتقدم في مواجهتهم.
وكييف لا تواجه معارك ميدانية فقط بل انها ايضا على شفير نزاع مع روسيا بشأن امدادات الغاز، وقد عمدت لمناسبة المحادثات بين البلدين في برلين وبرعاية اوروبية الى سداد جزء من ديونها المترتبة الى روسيا، التي تشترط سداد كافة فواتير الغاز الاوكرانية قبل التفاوض على السعر.
واعلنت منظمة الامن والتعاون في اوروبا الجمعة انها فقدت الاتصال منذ مساء الخميس بفريق ثان لها من اربعة مراقبين اجانب ومترجم تركي اوقفهم مسلحون في سيفيرودونيتسك في منطقة لوغانسك بشرق اوكرانيا.
وفقدت المنظمة الاوروبية منذ الاثنين الاتصال بفريق اول من اربعة مراقبين هم دنماركي واستوني وتركي وسويسري في دونيتسك.
ويعكس اختفاء المراقبين حالة الفوضى التي تعيشها مناطق شرق اوكرانيا وترافقها عمليات سرقة ونهب وخطف وحواجز في الطرقات ومبان حكومية يحتلها رجال مسلحون.
 وغداة يوم اسود للقوات الاوكرانية التي خسرت مروحية للحرس الوطني اسقطها الانفصاليون الموالون لروسيا ما ادى الى مقتل 12 عسكريا، برر وزير الدفاع ميخايلو كوفال الهجوم الذي تشنه القوات الاوكرانية منذ نحو شهرين على شرق البلاد والذي تندد به موسكو باعتباره "عملية عقابية".
وقال كوفال خلال مؤتمر صحافي "ان قواتنا المسلحة طهرت كليا جنوب منطقة دونيتسك وجزءا من غربها وشمال منطقة لوغانسك من الانفصاليين".
واضاف "لن نترك هذا العفن ينتشر في المناطق المجاورة... سنواصل عمليتنا لمكافحة الارهاب طالما ان  الحياة لم تعد الى طبيعتها في المنطقة وان الهدوء لم يحل من جديد".
ومن جهتها اتهمت روسيا اوكرانيا بانتهاك اتفاقيات جنيف العائدة للعام 1949 حول حماية المدنيين عبر استخدام "الطيران (...) والمدرعات بهدف قتل المدنيين"، كما جاء في بيان للجنة تحقيق روسية الجمعة واوضح ان تحقيقا فتح في موسكو حول هذا الشان.
ومن جهته اتصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره الاميركي جون كيري ودعاه مرة اخرى للضغط على كييف لوضع حد لعمليتها العسكرية في شرق البلاد.
وقتل اكثر من مئتي شخص من جنود اوكرانيين وانفصاليين ومدنيين في عملية "مكافحة الارهاب" التي اطلقتها السلطات الاوكرانية في 13 نيسان/ابريل للتغلب على الحركة الانفصالية الموالية لروسيا والتي تتهم موسكو بالوقوف خلفها.
وكانت المروحية ام اي-8 التي اسقطها المتمردون الخميس تنقل جنرالا وجنودا من الحرس الوطني التابع لوزارة الداخلية وقد استهدفتها بحسب كييف قذيفة اطلقت من قاذفة صواريخ ارض-جو محمولة روسية بالقرب من سلافيانسك التي يسيطر عليها الموالون لروسيا.
واعرب البيت الابيض عن "قلقه" اثر الهجوم معتبرا انه يشير الى تلقي الانفصاليين الموالين لروسيا "اسلحة متطورة".
من جهته اعرب كيري عن قلقه لوصول مقاتلين من الشيشان، الجمهورية ذات الغالبية الاسلامية في القوقاز الروسي، "مدربين في روسيا" الى شرق اوكرانيا "لتاجيج الوضع وخوض المعارك".
واقر "رئيس الوزراء" الانفصالي في جمهورية دونيتسك المعلنة من طرف واحد الكسندر بوروداي هذا الاسبوع بوجود مقاتلين شيشانيين قدموا "للدفاع عن الشعب الروسي" فيما نفى الرئيس الشيشاني رمضان قديروف ان يكون ارسل عسكريين بدون ان يستبعد امكانية ان يكون شيشانيون توجهوا من تلقاء انفسهم الى اوكرانيا.
وبدوره اكد الملياردير بترو بوروشنكو المؤيد لاوروبا، الذي من المفترض ان يتسلم منصبه كرئيس لاوكرانيا في السابع من حزيران/مايو، بعد انتخابه الاحد عزمه على الدخول في حوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مبديا في الوقت نفسه حزما حيال الانفصاليين.
وسيلتقي بوروشنكو وبوتين في السادس من حزيران/يونيو في فرنسا حيث انهما مدعوان للمشاركة في احتفالات ذكرى انزال السادس من حزيران/يونيو في منطقة النورماندي التي سيحضرها ايضا الرئيس الاميركي باراك اوباما والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
اما في ما يتعلق بمعركة الغاز، يبدو ان روسيا واوكرانيا لطفا مواقفهما خلال المحادثات الطارئة التي عقدت في برلين بحضور المفوض الاوروبي للطاقة غونتر اوتينغر.
وسددت اوكرانيا الى روسيا مبلغ 786 مليون دولار من اصل 3,5 مليارات دولار مترتبة عليها، في حين قالت روسيا انها مستعدة للبحث الاثنين في بروكسل انخفاضا محتملا لسعر الغاز ومن الممكن تطبيقه فورا الثلاثاء في حال دفعت المستحقات الى شركة غازبروم الروسية العملاقة.
ويتطابق دفع هذا المبلغ مع فاتورة الغاز المترتبة على كييف لشهري شباط/فبراير واذار/مارس، كما اوضح اويتنغر.
وقال اويتنغر "ما ان يصبح هذا المبلغ في حساب غازبروم (...)، سيكون اجراء مفاوضات اخرى ممكنا". ويفترض ان تصل الاموال الى حساب غازبروم صباح الاثنين، وفي حال اعلنت المجموعة الروسية تسلمها، فان جولة جديدة من المفاوضات متوقعة بعد ظهر الاثنين في بروكسل.
ومن جهته اوضح رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك ان الدفعة التي اعلن عن تسديدها الجمعة لا تتناول سوى الديون المتراكمة قبل الاول من نيسان/ابريل عندما زادت موسكو اسعار الغاز من 268,5 الى 485 دولارا لكل الف متر مكعب.
واكد ان "اوكرانيا لن تقبل بتاتا سعر غاز من حوالى 500 دولار (لكل الف متر مكعب). الاثنين ستجري اخر جولة من المفاوضات التي ستنتهي اما بالتوقيع على اتفاق واما بتقديم شكوى" امام محكمة التحكيم في ستوكهولم.
وفي حال عدم التوصل الى تسوية فان غازبروم قد تقطع امداداتها اعتبارا من الثلاثاء. وان كان مثل هذا القرار لن يؤثر بشكل كبير على الاوكرانيين في فصل الصيف، الا ان الاوروبيين يخشون بلبلة امداداتهم التي تمر عبر الاراضي الاوكرانية.
أ ف ب