مقاتلون انفصاليون موالون لروسيا

دعت برلين وباريس الاربعاء الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو الى التحلي "بضبط النفس" على الصعيد العسكري بينما لم تعد

القوات الاوكرانية الا على بعد عشرات الكيلومترات من مدينة دونيتسك معقل الانفصاليين.
 وفي مكالمة هاتفية دامت نحو اربعين دقيقة، لفت الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل الى النية التي

عبر عنها بترو بوروشنكو "بالتحلي بضبط النفس الضروري على الصعيد العسكري بهدف تجنيب السكان المدنيين"، بحسب بيان

للاليزيه.
واستعادت القوات الاوكرانية في الايام الاخيرة عدة مدن في شرق البلاد احتلها الانفصاليون الموالون لروسيا ولا سيما معقل

سلافيانسك. وكررت السلطات الاوكرانية انها اعطت الاوامر الصارمة لتحييد المدنيين لكن بحسب شهادات جمعت في المكان، فان

بعض العيارات النارية اصابت احياء سكنية في لوغانسك.
وشدد هولاند وميركل ايضا على "اهمية التوصل سريعا الى حل سياسي قائم على وضع اتفاق ثنائي لوقف اطلاق النار ووضع الية

لمراقبة الحدود مع منظمة الامن والتعاون في اوروبا وتحرير كل الرهائن".
ويبدو ان هذه العملية الانتقالية تشكل تنازلا من اوكرانيا لانها لم تعد تورد "وقف اطلاق النار دون شروط" الذي ترفضه واقتراح

يصعب على كييف القبول به، وهو "آلية مراقبة الحدود مع منظمة الامن والتعاون في اوروبا" بدلا من العودة الى مراقبة الحدود

من قبل الاوكرانيين.
وسيجري المسؤولان الاوروبيان في الايام المقبلة "اتصالا" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سيطلبان منه "الضغط" على

الانفصاليين لحملهم على التفاوض.
وفي بيان حول هذا الاتصال، قالت الرئاسىة الاوكرانية ان "المحادثين لاحظوا غياب التقدم من جانب روسيا في تطبيق الاتفاقات

المبرمة سابقا".
وميدانيا، كانت لوغانسك الاربعاء خالية مع حركة مرور ضعيفة. وتسمع باستمرار نيران المدفعية وخصوصا من الشمال. واعلنت

البلدية عن سقوط ثلاثة قتلى وخمسة جرحى خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية.
وتركز اطلاق النار بالقرب من محطة النقل البري القريبة من القيادة العسكرية للانفصاليين حيث سقطت قذيفة على حافلة صغيرة

ما ادى الى مقتل شخصين.
الكثير من المتاجر كانت مغلقة الا ان حافلات البلدية الصغيرة كانت تسير بصورة طبيعية والات صرف النقود تعمل.
 واشارت وزارة الدفاع الاوكرانية الى ست حالات اطلاق نار فقط من قبل الانفصاليين على مواقع القوات الحكومية.
وبرغم ان اطلاق النار هذا لم يسفر عن اصابات، فان الوضع "متوتر" وخاصة حول مدن دونيتسك ولوغانسك وغورليفكا كما

ذكرت الوزارة التي تريد ضمان السيطرة على الحدود مع روسيا و"فرض عزلة قوية على منطقة النزاع".
وفي دونيتسك ادلى "وزير الدفاع" الانفصالي ايغور ستريلكوف بحديث للقناة التلفزيونية التابعة للحركة الانفصالية اعتبر فيه ان

المدينة غير مستعدة بصورة كافية للدفاع عن نفسها ضد هجوم محتمل لدبابات كييف.
وقال ان الامر يتطلب تعبئة ما بين ثمانية الاف الى عشرة الاف رجل للتمكن من وقف تقدم قوات كييف دون ان يحدد العدد الحالي

للقوات الانفصالية التي تقدر عادة ببضعة الاف. واعلن انه اعتبارا من تموز/يوليو المقبل سيحصل هؤلاء الجنود على مبلغ "كبير

نسبيا في الظروف الحالية" ما يمكن ان "يساعد المترددين على حسم امرهم" والالتحاق بصفوف المقاتلين.
في المقابل شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء على ضرورة اعلان وقف اطلاق نار بلا اي شروط في شرق

اوكرانيا.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي في موسكو مع نظيرته الايطالية فيدريكا موغيريني "يجب رفع كل الانذارات وكل الشروط

المسبقة والتشديد على ان اوكرانيا وقعت على اعلان برلين (...) الذي يعتبر بوضوح وقف اطلاق نار من الجانبين".
واكد الوزير الروسي ان اعلان برلين، الذي وقعه وزراء الخارجية الاوكراني والروسي والفرنسي والالماني الاسبوع الماضي

في برلين "لا يتضمن شروطا".
وشدد على ان الانفصاليين الموالين لروسيا "ليسوا على استعداد للخضوع لانذارات" كييف بضرورة الاستسلام والقاء السلاح قبل

بد المفاوضات".
وكان وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير دعا من جانبه الاثنين كييف الى الحوار مع الانفصاليين من اجل التوصل الى

اتفاق على وقف اطلاق النار.
لكن كييف ترى ان وقف اطلاق نار غير مشروط مع سيطرة  المتمردين على جزء من الحدود مع روسيا لن يكون من شانه سوى

تعزيز قدرة هؤلاء.
أ ف ب