بدأ الاف الجنود الاميركيين والفيليبينيين الاثنين تدريبات عسكرية سنوية واسعة النطاق بعدما تعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما بدعم كبير لحليفه الاسيوي الذي يخوض نزاعا حول اراض بحرية مع الصين.
واعلن وزير دفاع الفيليبين البرت ديل روزاريو ان التدريبات التي تستمر عشرة ايام ضرورية لمواجهة تحدي نوايا الدول المجاورة "العدائية" ب"تغيير الامر الواقع".
ولم يذكر بشكل مباشر الصين التي تبدي تصلبا في جهودها لتاكيد سيادتها على معظم جزر بحر الصين الجنوبي، ما يثير توترا في علاقاتها مع الدول المجاورة.
وقال ديل روزاريو خلال حفل اطلاق التدريبات "في السنوات الماضية تزايدت حدة التوتر في منطقة آسيا-المحيط الهادىء بسبب المطالب التوسعية بحرا وبرا ما يقوض سلطة القانون".
واضاف ان "السلوك العدائي الهادف الى تغيير الوضع القائم يهدد السلام والاستقرار في المنطقة".
وتابع ان التدريبات العسكرية التي اطلقت عليها اسم "باليكاتان" والتي تركز على "القدرة البحرية" تعزز قدرة الفيليبين على "مواجهة هذه التحديات".
وفي بكين، اعلنت الناطقة باسم الخارجية الصينية هوا شونيينغ ان حكومتها تامل في ان "تؤدي جهود كل الاطراف في هذه المنطقة الى السلام الاقليمي والاستقرار".
وكانت صحيفة "تشاينا ديلي" الرسمية كتبت الاسبوع الماضي ان الولايات المتحدة طرحت نفسها "تهديدا امنيا" للصين عبر انضمامها الى "حلفاء مثيري اضطرابات" في تحالفهم ضد بكين.
وفي 30 اذار/مارس قدمت الفيليبين طلبا رسميا الى محكمة تحكيم تابعة للامم المتحدة للبت بمسالة مطالبة الصين ب70% من بحر الصين الجنوبي كما تقول مانيلا باعتبارها غير شرعية وتشكل تهديدا لحرية الملاحة.
ويعتقد ان مياه تلك المنطقة تحتوي على مخزونات هائلة من النفط والغاز وتقع قرب ممرات بحرية حيوية.
ورفضت بكين تحكيم الامم المتحدة وحثت مانيلا على حل الخلاف عبر محادثات ثنائية.
وانضم حوالى 2500 جندي اميركي الى ثلاثة الاف عنصر فيليبيني في المناورات التي بدأت بعد اسبوع على تاكيد اوباما لمانيلا ان حكومته ملتزمة باتفاقية الدفاع المشتركة بين البلدين الموقعة عام 1951.
كما دعي عشرات الجنود الاستراليين بينهم عناصر من القوات الخاصة هذه السنة للمشاركة في التدريبات لتوسيعها لكي تشمل حلفاء اساسيين اخرين في المنطقة.
واستراليا التي تتطلع لتعزيز سياستها الدفاعية الاقليمية، سترسل طائرة بي-3 اوريون للمراقبة للمشاركة في التدريبات والمساهمة في تعزيز تقنيات "الاستطلاع لدى مانيلا في المجال البحري" كما اعلن نيكولاس برات من سلاح الجو الملكي الاسترالي.
وقال ان الطائرة ستشارك في تدريبات في جزيرة بالاوان غرب الفيليبين.
وكانت الولايات المتحدة والفيليبين عززتا الاسبوع الماضي تحالفهما الامني مع توقيع اتفاق دفاعي جديد يعطي الاميركيين امكانية نشر قوات اضافية في قواعد الفيليبين، في اطار سياسة الولايات المتحدة للتركيز على آسيا الصاعدة.
ويشكل الاتفاق الدفاعي الجديد بين الولايات المتحدة والفيليبين الذي كان يجري التفاوض بشانه منذ 2013 تكملة لاتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بين البلدين في 1951 في حال تعرض اي منهما لعدوان عسكري.
 وهذا الاتفاق مدته عشر سنوات ويجيز للقوات والطائرات والسفن العسكرية الاميركية بالتوقف بشكل مؤقت في الفيليبين حيث اغلقت اخر القواعد العسكرية الاميركية في 1992.
 ويجيز الاتفاق ايضا للجيش الاميركي تخزين معدات لتسهيل تعبئة اسرع للقوات الاميركية في المنطقة خصوصا في حال حصول كوارث طبيعية.
وقال السفير الاميركي لدى الفيليبين فيليب غولدبرغ الاثنين ان الاتفاق الجديد "يحدث ويقوي التعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة والفيليبين من اجل مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين".
وقد طغت الخلافات البحرية بين بكين وحلفاء واشنطن في المنطقة على جولة اوباما التي شملت اربع دول اسيوية.
وقد طلبت الفيليبين، بين الدول التي لديها اضعف قدرات عسكرية في المنطقة، عجة مرات مساعدة الولايات المتحدة في مواجهة ضغوط الصين المتزايدة عسكريا ودبلوماسيا للسيطرة على المناطق المتنازع عليها.
وفيما تعهد اوباما للفيليبين بان الولايات المتحدة ستدعمها في حال تعرضها لهجوم، لم يذكر تحديدا مساعدة مانيلا في حال حصول نزاع حول المناطق المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.
لكن الرئيس الاميركي اختتم جولته بتحذير الصين من استخدام القوة في النزاعات حول الجزر.
وستشمل التدريبات العسكرية مناورات بالذخيرة الحية وعمليات بحث وانقاذ وعمليات انسانية تشمل مختلف السيناريوهات في عدة مواقع.
 وتطالب كل من الفيليبين والصين وبروناي وماليزيا وتايوان وفيتنام بأجزاء من بحر الصين الجنوبي الغني بالثروة السمكية، ويعتقد أنه مليء أيضا بالثروة المعدنية.
أ ف ب