رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون

نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية مقالا بعنوان "رسالة فرنسية إلى بريطانيا: غادري أوروبا قبل أن تغرقيها"، للكاتب الفرنسي ميشيل روكارد عن صحيفة "لوموند".
واستهل الكاتب بالقول إنه بالرغم من تاريخ بريطانيا المشرف، وإرسائها لقيم الديمقراطية، وسيطرتها على العالم حينا من الدهر وقيادة الأسواق المالية ، وبالرغم من أنها استطاعت وعلى مدى طويل حفظ ماء وجه الأوروبيين من الهيمنة الروسية و الأمريكية، إلا أنها لم تحب يوما أوروبا- وهذا حقها رغم كونه غير مفهوم.
وأضاف روكارد أن الأوروبيين يعترفون بكل جميل لبريطانيا بدون خجل، ولا يمكنهم نكران ذلك، ولكن على ما يبدو أن بريطانيا لا تريد اتخاذ خطوات- وإن كانت ضئيلة- من أجل تخفيف معاناة الأوروبيين، من أجل الشرعية الديمقراطية، من أجل مزيد من التكامل، من أجل قرارات مشتركة حقيقية.
وتابع بالقول إنه بالرغم من انضمام بريطانيا للاتحاد الأوروبي إلا أنها لم تشارك يوما ما المعنى الحقيقي للمهمة الجماعية، كما أن بريطانيا كل ما يهمها هو التجارة، ولا شئ آخر، وهو ما اشتغل عليه الاتحاد الأوروبي منذ نشأته، حيث يرى تعريف نفسه بـ "المجتمع الاقتصادي"، وقد دعمت بريطانيا كل توسع لأوروبا أيضا، لدرجة أوصلت الجميع بالانبهار بنا والانضمام إلينا، بالرغم من إدراكنا أن في ذلك إضعاف، ولكنها لم تكن أبدا لتسمح بتعميق الاتحاد، وكانت النتيجة أن سقطت أوروبا في مستنقع من الادارة السيئة.. أصبحت أوروبا "عملاقا اقتصاديا وقزما سياسيا".
أخيرا فإن نجاح المجتمع الأوروبي يعني الكثير، إذ أننا لا يجب أن نحصر أنفسنا في الجوانب الاقتصادية لحياتنا المشتركة، لذا فإن على بريطانيا أن تغادر قبل أن تغرق أوروبا.

"أ.ش.أ"