فتى بريطاني مراهق التحق بـ"داعش" ينشر صورًا له على "فيسبوك" في أرض الخلافة

وجَّه مقاتل مراهق ينتمي الى تنظيم "داعش" تحية على "الفيسبوك" إلى عمه وشقيقه والذين يعتقد أنهم قُتلوا دفاعًا عن مبادئ التنظيم الإرهابي. ونشر إبراهيم إقبال (15 عاما) الذي يُعتقد أنه فر إلى سورية مع 11 آخرين من أفراد عائلته، صورًا تقشعر لها الأبدان تظهره شاهرًا بندقيته AK47 ومتعهدا بولائه لداعش. وجاءت الصور مرفقة مع إشارة إلى شقيقه جنيد (16 عاما) وعمهما أحمد داوود (23 عاما) طالبًا لهما صلاة تكريم الموتى، كاتبا " أسال الله أن يتقبلهما برحمته".

ونشر المقاتل الداعشي صورًا له مع شقيقه من حساب استخدمه بوصفه تلميذًا في "برادفورد" فضلا عن صور مثيرة للقلق لمجموعة من الذخائر والقنابل اليدوية، ومنذ ذلك الحين تمت إزالة الصفحة من "الفيسبوك" وتحقق الشرطة في المشاركات الموجودة على الصفحة. وكان إبراهيم عمره 14 عاما عندما اختفى من "برادفورد" العام الماضي مع شقيقه جنيد واسماعيل (3 سنوات) وشقيقتيه ماريا (5 سنوات) وزينب (8 سنوات)، واصطحبت الأم سوجرا داوود (35 عاما) أطفالها من دون زوجها اختار إقبال واتجهت إلى سورية، حيث يتواجد شقيقها الجهادي أحمد منذ أكثر من عام، وانضمت إلى سوجرا شقيقتاها زهرة داوود (33 عاما) وخديجة داوود (31 عاما) واطفالهما الأربعة، ما يجعلهم أكبر عائلة بريطانية تفر إلى من البلاد التي مزقتها الحرب.

وقدم إقبال العامل في مصنع في يونيو/ حزيزان العام الماضي نداءً عاطفيا لابنه جنيد قائلا " إذا كنت تشاهد هذا الفيديو أرجو أن تتواصل معي، أنا أحبكم جميعا، أرجوكم أن تعودوا إلى الوطن حتى نعيش حياة طبيعية"، وتعهد إبراهيم بولائه لزعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، وحث إخوانه المسلمين في بريطانيا على الجهاد في الوطن. وقال ابراهيم الجمعة " أولاً وقبل كل شيء أقول الحمد لله الذي أحضرني إلى دار الخلافة وأنقذني من ظلم الكفار، وثانيا أود أن أقول لجميع المسلمين أنه لا توجد أرض يتم تكريمكم عليها إلا أرض الخلافة، وأنه واجب على كل مسلم أن يأتي إلى هذه الأرض ويبايع أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي، ومن لا يفعل ذلك سيموت موت الجاهلية لغير المسلمين، وأخيرا إذا أغلقت الحكومة باب الهجرة إلى الخلافة فإنها ستقوم بفتح باب الجهاد في أراضيهم".

ونشر إبراهيم الأحد " لا عذر لأحد لعدم القتال في سبيل الله، القتال بشكل جسدي وليس في عقلك كما يقول بعض الناس الأغبياء"، وتقول الصفحة الشخصية لإبراهيم على "الفيسبوك" إنه من برادفورد ولقبه أبو المعتصم، ويعرف أيضا باسم Shotta Ibby وحضر في جامعة هارفارد.

وأوضح متحدث باسم وحدة مكافحة الإرهاب في الشرق والذي يتولي التحقيق في اختفاء العائلة:  " نحن على علم بالمشاركات المنشورة على الفيسبوك ويتم فحصها حاليا لمعرفة ما إذا تحتوي على أي مخالفات"، ومقر الوحدة في "ليدز ويست يوركس" حيث تولت القضية من شرطة "يوركاشير" الغربية بالتنسيق مع السلطات التركية، ويعتقد أن شقيقات عائلة داوود وصلن إلى سورية على الرغم من كونهن تحت مراقبة الشرطة بعد اختفاء شقيقهن أحمد، وكان يعتقد في الأصل أنهن ذهبن في رحلة حج إلى المملكة العربية السعودية، ولكن أثناء تواجدهن في السعودية اخذن رحلات طيران إلى اسطنبول في تركيا بدلا من العودة إلى برادفورد، ومن اسطنبول يعتقد أنهن شققن طريقهن عبر البلاد إلى الحدود السورية.

ويعتقد أن الشقيقة سوجرا تم إقناعها تدريجيا عبر محادثات سكايب المنتظمة مع شقيقها الأصغر أحمد والذي كان داخل داعش لمدة عام بأن موقف التنظيم  صحيح، ويبدو أنها بدورها أقنعت شقيقاتها الأصغر سنا خديجة وزهرة واللتين فرتا مع أطفالهن هيفاء (8 سنوات) ونورا (5 سنوات)، فيما أدان محمد شعيب زوج خديجة التي فرت مع أطفالها محمد حسيب (5 سنوات) ومريم صديقي (7 سنوات) تصرفات أبناء أخيه. وقال حسيب الذي يعمل مستشار مبيعات " لم أعد أتواصل معهم، ولم أرَ الصور، لذلك ليس لدي أي فكرة، ولكن إذا فعلوا ذلك أنا ضدهم بالطبع إنهم على خطأ ونحن ندينهم".

وأفاد اشتياق أحمد المتحدث باسم مجلس مساجد "برادفورد" أن المجتمع قلق للغاية بسبب المشاركات عبر الفيسبوك، مضيفا " إذا تم التأكيد على أن هذه الصور حقيقية فإنها تدق ناقوس الخطر بشأن استخدام تنظيم داعش للشباب لنشر نهجهم العنيف وجذب شباب آخرين من بريطانيا للانضمام"، فيما بين المستشار تاج سلام أن هذه الأخبار مثيرة للقلق، موضحا " نحن لا نعرف ما إذا كانت الصور حقيقية أم لا لكنه أمر مزعج حقا لأزواجهم الذين لا يزالوا هنا، إنهم لا بزالون يبحثون عن عائلاتهم، في هذا المجال نحن مستمرون في العمل مع الشرطة وفرق الحماية لتوعية الشباب ضد هذا النوع من الأعمال ومنعهم من الوقوع في هذه الفخاخ، ونشعر أننا فعلنا أشياء جيدة وهذه هي حوادث فردية".