تكتسب حملة «تضليل» صينية تزعم أن فيروس كورونا نشأ من قاعدة عسكرية أميركية في ولاية ماريلاند، شعبية في البلد الآسيوي قبل إصدار تقرير استخباراتي أميركي حول أصول الفيروس، حسب ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).وفي مايو (أيار)، كلّف الرئيس الأميركي جو بايدن بإجراء تحقيق مدته 90 يوماً لمعرفة ما إذا كان فيروس كورونا قد تسرب بالخطأ من مختبر ما أو نتج من اتصال بشري مع حيوان مصاب.وحتى ذلك الحين، رفض معظم العلماء نظرية تسرب «كورونا» من مختبر ووهان الصيني، باعتبارها نظرية مؤامرة فرعية. لكن الآن، وحيث اقترب إصدار نتيجة التحقيق الأميركي، بدأت الصين في الهجوم، وفي الأسابيع القليلة الماضية، ضخمت وسائل إعلام صينية ادعاءات «لا أساس لها» بأن «كوفيد» «صُنع في الولايات المتحدة».

وتذيع وسائل إعلام صينية خبر حدوث تسرب لفيروسات خطيرة، من المختبر الأميركي في فورت ديتريك، وتقول، إن «أكبر قاعدة للأسلحة البيولوجية والكيميائية في الولايات المتحدة» تم إغلاقه بعد تفشي التهاب رئوي مجهول المنشأ في منطقة مجاورة له، وتشير إلى أن تفشي فيروس كورونا حدث في الولايات المتحدة قبل شهر من تفشيه في الصين.وأعلنت «المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها»، في يوليو (تموز) 2019، عن إغلاق المختبر في فورت ديتريك.

ويدفع مروجو الدعاية الصينيون بنظرية تشير إلى أن فيروس كورونا تم صنعه وتسريبه من المنشأة العسكرية الأميركية الواقعة على بعد نحو 80 كيلومتراً شمال العاصمة واشنطن.

وباستخدام «كل شيء» من موسيقى الراب إلى المنشورات المزيفة على «فيسبوك»، يقول الخبراء، إن جهود الدعاية نجحت في إقناع الجمهور الصيني المحلي بالتشكيك في النقد الدولي لدور بلادهم في جائحة «كوفيد - 19»، لكنهم يقولون أيضاً إنها لم تؤثر على العالم الخارجي و«لم تفعل شيئاً يُذكر لإضفاء الشرعية على الصين».ولعب الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان دوراً مهماً في نشر نظرية الأصل الأميركي للفيروس، حيث لفتت تغريدات عدة له نشرها العام الماضي الانتباه إلى فورت ديتريك. وكتب في يوليو «ماذا وراء إغلاق المختبر في فورت ديتريك؟»، وكتب أيضاً «متى ستدعو الولايات المتحدة خبراء للتحقيق في أصل الفيروس في أميركا؟».

وفي الأشهر الأخيرة، انضم إلى دعواته دبلوماسيون صينيون مقيمون في دول مختلفة، وفق ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). كما أطلقت صحيفة صينية عريضة إلكترونية تدعو مستخدمي الإنترنت الصينيين للتوقيع على رسالة مفتوحة تطالب بإجراء تحقيق من قبل منظمة الصحة العالمية في فورت ديتريك. وبحسب ما ورد، جمعت العريضة أكثر من 25 مليون توقيع.وحسب شركة التحليلات الاجتماعية «جرافيكا»، فهناك شبكة من الحسابات المزيفة المؤيدة للصين على مواقع مثل «فيسبوك»، و«تويتر»، و«يوتيوب» تعد من العوامل الرئيسية لنشر النظرية الصينية حول فورت ديتريك.ورغم أن الحملة الصينية حول أصل فيروس كورونا لم تجد أصداء عالمية، لكن المحللين يقولون، إنها نجحت في إقناع الجمهور المحلي في بكين.وقالت ماريا ريبنيكوفا، أستاذ الاتصالات الدولية بجامعة ولاية جورجيا، لـ«بي بي سي»، «بالنسبة للجزء الأكبر، فإن الشغل الشاغل (للحكومة الصينية) هو الشرعية المحلية».

  قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

حركة "الشباب" تعلن مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية أميركية في كينيا

انفجار داخل قاعدة عسكرية أميركية في اليابان