الطفل المكسيكي

تم إنقاذ طفل مكسيكي يعانى من أورام متضخمة في عنقه بعد خضوعه لعملية جراحية استمرت 16 ساعة في الولايات المتحدة، حيث عانى الطفل Jose Antonio Ramires Serrano من Ciudad Juarez في المكسيك من أورام متنامية كانت تهدد حياته وأثرت على قصبته الهوائية كما شكلت ضغطًا على قلبه والرئتين، ولكن بفضل المُبشرين ومسؤولين أميركيين تمكن الطفل من السفر إلى Albuquerque في New Mexico في رحلة علاجية لإنقاذ حياته.

ويواجه الطفل ورمًا متناميًا يسمى الورم اللمفاوي والذي كان خشنا ويكون "خُراجات" مؤلمة، على إثر الورم مُنع الطفل "جوزيه" من ركوب دراجته أو السباحة أو الركض خشية من وقوعه وإصابته بنزيف خطير، وكان الطفل يتعرض للتحديق في الشارع نظرًا لحجم ووزرن الورم المتضخم في عنقه، وبعد أن رأى المبشرون من الكنيسة المعمدانية الأولى الطفل جوزيه في مدينته الفقيرة تم إحضاره إلى New Mexico بتأشيرة طبية أملًا في إيجاد علاج له.

ويأمل الأطباء في أن تساعد حقن عقار Sildenafil والمعروف باسم Viagra في تقليل نمو الورم نظرًا لتأثير نمو الورم على المجرى الهوائي للطفل، ولكن بعد 18 شهرًا من العلاج الذي أظهر بعض علامات النجاح على الأطفال الصغار أدرك الأطباء أنها لا تساعد في حالة جوزيه، وبدلًا من تحسن حالته عانى جوزيه من التهابات خطيرة.

وكان الأطباء مترددين في إجراء عملية للورم اللمفاوي بسبب الأوعية الدموية وخطر العدوى، وعلى الرغم من تلك المخاطر إلا أن الجراحين قرروا إجراء عملية جراحية لإنقاذ حياة جوزيه، وقال جوزيه قبل العملية " أشعر بالقلق والتوتر لأني لم أجرى عملية في حياتي"، بينما أوضح والد جوزيه أن لديهم أطفال آخرين تقل أعمارهم عن جوزيه وكان عليهم تقديم التضحيات، وهم يتفهمون أن هذا من أجل أخيهم، وأنهم يعلمون أن كل شيء سيصبح جيدًا، معربًا عن سعادته لأنهم يفكرون في مستقبل أفضل لطفلهم.

وأجرى الجراحة لجوزيه فريق من 12 جراح بقيادة الجراح Cynthia Reyes  في مستشفى جامعة "نيو مكسيكو" واستمرت العملية لمدة 16 ساعة، وكانت الجراحة محفوفة بالمخاطر والمضاعفات مما أثار قلق والدي الطفل خاصة بعد إزالة ورم متضخم بحجم 30 سم في 10 سم ، وأكد الدكتور Reyes أنه واجد الكثير من النزيف وتم استبدال كل خط الدم للطفل وذلك عندما قرر التوقف، وعلى الرغم من النتائج غير المتوقعة استطاع الطفل جوزيه أن ينجو من العملية وتقلص نمو الورم.

وأفاد جوزيه بعد الجراحة بأنه في البداية كان هناك ورم ضخم جدًا وبين عشية وضحاها اختفى الورم تمامًا، وأنه لا يحب الوزن الزائد والآن يمكنه رفع ذراعيه كثيرًا ، ويشعر أنه أكثر سعادة، وأقل قلقًا من ذي قبل، لم يعد يشعر بالخطر كثيرًا مثل السابق على الرغم من وجود الورم.

وذكر الأطباء أن الندبات ساعدت في تقليص الورم اللمفاوي في الأشهر التي تلت العملية الجراحية، والآن جوزيه مثل أي طفل أخر يمكنه اللعب في الشارع وركوب الدراجة، فقد تعافى الآن واستطاعت عائلته أن تعود إلى وطنهم المكسيك، ولدى جوزيه الآن آمال كبيرة بشأن مستقبله بفضل فريق الأطباء الأمريكيين، وأقر جوزيه بمساعدة الأطباء والقساوسة من الكنيسة كثيرًا وأنه وعائلته ممتنون لهم حقًا، وبالنسبة للمستقبل فهو يريد أن يدرس وينهي مرحلة الجامعة ويعمل ليكون عائلة من ثم يصبح ميكانيكيًا.