باريس ـ مارينا منصف
كشف الفرنسيون العنصريون الذين شوهدوا يطردون اثنين من النساء المسلمات من الشاطئ بسبب ارتدائهم البوركيني أنهم خُدعوا بواسطة السياح وشبكة Seven Network التي صورتهم.
وقد سافرت زينب الشيل (23 عاما) طالبة الطب من سيدني إلى أوروبا مع والدها ووالدتها وطاقم تليفزيوني بعد مزاعم عن ارتداء البوركيني للسبّاحة الأسترالية، وأظهرت لقطات تعامُل رواد شاطئ الريفيرا الفرنسي بشكل سيئ مع الأسرة المسلمة، إلا أن فرنسية شاهدت الواقعة زعمت أن الازدراء كان للمصورين وليس لعائلة الشيل، وتحظى فرنسا بقواعد صارمة للخصوصية مما يعني عدم التسامح مع المصورين كما هو الحال في أستراليا.
وأضافت الأم " أن الرجل الذي ظهر في الفيديو والذي قال: أنت استدر وغادر هو عمي، ولم يطلب من الأشخاص الثلاثة مغادرة الشاطئ لكنه تحدّث إلى الكاميرا وكان يطلب من المصور المغادرة، وكان هناك أطفال على الشاطئ بالإضافة إلى أطفالنا ولم نرغب في تصويرهم".
وأوضح السكان المحليون أن أحدًا لم يطلب من العائلة مغادرة الشاطئ وأنه تم استدعاء الشرطة بسبب الكاميرات، وأفاد أحد شهود العيان المعروف باسم ستيفان أن الطاقم التليفزيون أعطوا الانطباع بأنهم يغادرون لكنهم اختبئوا خلف السيارات واستمروا في تصوير العائلة وهم يسيرون على الشاطئ، وتم عرض المنتج النهائي في Sunday Night في برنامج يدعم مزاعم انتشار الخوف من الإسلام في فرنسا بعد سلسلة من الهجمات.
فيما تحدثت السيدة الشيل حول الانتقادات التي تلقتها أثناء البرنامج، مضيفة " هددنا السكان المحليون و طلبوا منهم مغادرة الشاطئ وأنهم سيستدعون الشرطة إن لم نغادر، ولم يرحبوا بوجودنا هناك على الرغم من إلغاء حظر البوركيني إلا أن السكان المحليين لم يسعدوا بوجودنا" .
وأظهر الفيديو أشخاص يصدرون حركات بالأيدي للأسرة إلا أن السكان المحليين يعتقدون أن الغضب كان موجّهًا للكاميرا وليس للمرأة الشابة التي ارتدت ملابس السباحة، وتابعت السيدة الشيل " لا ينبغي أن يكون هناك رابط بين الإرهاب والبوركيني ويجب آلا يكون هناك ربط بين الإرهاب والإسلام، فأنا لدي أنف وأنت لديك أنف، ولدي عينان ولديك مثلهما، وبالتالي فالفرق طفيف فقط في أنظمة اعتقادك"، وعلى الرغم من حكم محكمة فرنسية بأن الهجوم المتطرف يوم الباستيل في نيس ليس أساسًا كافيًا لتبرير حظر ملابس السباحة الإسلامية إلا أن نيس وعدة مناطق أخرى تجاهلت الحكم ولا زالت تفرض الحظر، وأجبرت الشرطة النساء على إزالة الملابس التي تغطي رؤوسهن أو غالبية أجسادهم وتم تغريم بعضهم.
وتقول السيدة الشيل التي ارتدت النقاب في عمر 10 سنوات أنها كانت دائمة نشطة في الألعاب الرياضية وكانت سعيدة عندما التقت الأسترالية "أهيدا زينتي" التي ابتكرت البوركيني، موضحة أن هذه الملابس ساعدت السيدة زينتي على الجمع بين حبها للرياضة ودينها، وأضافت السيدة زينتي أن الجدل الدائر حول البوركيني مربك وصادم، مضيفة " هل أساءوا الفهم؟ لقد قدمت البوركيني من أجل التكامل والحرية لكنهم استخدموه بطريقة سلبية، البوركيني ليس فقط للنساء المسلمات، حيث أن نحو 40% ممن يشترونه للسباحة ليسوا مسلمين"، وتم التواصل مع برنامج Sunday Night للتعليق.