إيفانكا ترامب تشارك في أول اجتماع مع رئيس الوزراء الياباني

نشرت الحكومة اليابانية، صورًا تظهر أن إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وزوجها جاريد كوشنر، حضرا برفقة الرئيس المنتخب، اجتماعًا مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وهو الأمر الذي لاقى انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

 وأعرب عدد من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن سخطهم وغضبهم بعد معرفتهم بحضور إيفانكا، أول مباحثات رسمية مع شخصية أجنبية، في حين أنها ليس لديها تصريح أمني بذلك، ومن المقرر أن تتولى الأخيرة إدارة أعمال أبيها التجارية بثقة عمياء بمجرد أن يتولى الرئاسة. وكتب مات أورتيغا، وهو عضو سابق في حملة هيلاري كلينتون، أنه بجلوس إيفانكا المسؤولة عن إدارة أعمال أبيها التجارية مع شخصية أجنبية، يعتبر تعارض مصالح بصورة فجة.

وأوضح كيث أولبرمان، المعارض لدونالد ترامب الدائم، والذي كان أكثر حدة في نقده، قائلًا "ألا أحد من عائلة ترامب منتخب إلا ترامب فيجب عليك يا "ترامب" أن تخرج ابنتك من هذا الاجتماع الرسمي"، وقال ذلك بألفاظ نابية. فيعلق البعض على الصورة بأن إيفانكا لها مظهر الخدام طوال السيقان، بينما يأخذ البعض هذه المسألة على منحى آخر من انخراط أبناء "ترامب" الثلاثة الكبار، وابنه لزوجته في إدارة شؤون البلاد.

وأدلى مصدر مطلع في اجتماع ترامب برئيس الوزراء الياباني بمعلومات تفيد أن إيفانكا كانت تمر في طريق الاجتماع مرورًا عاديًا، في حين التقطت لها تلك الصور. ويعقب مصدر في أسرة ترامب أن الرئيس المنتخب لطالما يشجع أبنائه على حضور الاجتماعات معه، حيث كان هذا الاجتماع غير رسمي، لذلك من الضروري على أفراد عائلة ترامب أن يتكيفوا مع الظروف الحالية ومن المقدر أنهم سيفعلون ذلك.

وجاءت معظم تعليقات موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ردًا على هذه الصورة التي نشرها إيفان واتسون، مراسل قناة "السي إن إن"، والتي تظهر إيفانكا، ذات الساقين الممشوقين وهي تجلس، ووضعت ساقًا على ساق على مقعد في الجهة المقابلة من أبيها مباشرة، والجنرال مايكل فلين ورئيس الوزراء الياباني شينزو أبي، لكن إيفان واتسون، حذف هذه الصورة من حسابه الشخصي بعد فترة وجيزة من نشرها. فعدها نشر إيفان واتسون، تغريده في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن ترامب وابنته والجنرال مايكل فلين، ألتقى في وقت مبكر برئيس الوزراء الياباني "شينزو أبي"، لكنه حذف الصورة بعد أن علم أن "ترامب" نفى حضور الصحافة هذا الاجتماع. ونشر إيفان واتسون الصورة التي وضعها سلفًا مرفق بها صورة لنفس الاجتماع بحضور الصحافيين.

وكتبت فيكتوريا براونسميث، في تغريده لها "أن حضور إيفانكا ترامب، اجتماع رسمي مع شخصيات هامة برفقة الرئيس المنتخب، مع العلم إنها لم تحصل على الموافقة الأمنية لذلك. حقًا ترامب يسير في الطريق الخطأ". بينما حاول ماركوس غيلمر، أن يسخر من هذا الموقف من أن ديكور غرفة الاجتماع كان لغرفة من غرف برج ترامب، قائلًا "لماذا تحضر ابنة ترامب هذا الاجتماع مع رئيس الوزراء الياباني، وما كل هذا الترف بالمناسبة". لكن نجد الأم جونز، لم تجد ما تقوله لتنشر تغريده بها علامات التعجب. بينما كتب آخرون أنهم لماذا يجب عليهم تصديق أن إيفانكا ترامب، حضرت بالفعل هذا الاجتماع. وتقول الأم جونز، عبر مقال نشر على موقعها "فأليكم رأيي الذي يملأه الأسى أن ترامب قد صدق أن الوفد الياباني اعتبر وجود مساعدة حسنة المنظر في الغرفة هو من شيم الاحترام، وهي التي تسمع بطريقة جذابة يحفوها الهدوء، ليشد ترامب على يديها ويعوزها بأن تلعب دور الديكور في كل لقاءاته".

وكتب آخر في وقت سابق هذا الأسبوع على خلفية ظهروها في برنامج "سيكستي مينت" بمجوهراتها الفارهة، فيقول "أنا لا استطيع الانتظار من أن يصلنا بريد اليكرتوني يمنحنا فرصة شراء حذاء إيفانكا الفارهة أو حتى ساعة زوجها. حيث سلطت الأضواء نحو إيفانكا، بعد أن أطلع أحد الموظفين الذي يعمل في شركتها الإعلاميين، على ما دار في اجتماع لها، وأشار إلى أن السيدة إيفانكا، ذو الخمسة والثلاثين عامًا والتي تعمل مصممة عقارات، كانت ترتدي أسورة تقدر بـ 10.800 دولار من مجموعة مجوهراتها، عندما ظهرت في برنامج "سيكستي مينت"، الأسبوع الماضي. فكان هذا الظهور بمثابة أول ظهور تلفزيوني مع أبيها أبان فوزه بالانتخابات الرئاسية، ووصف البعض "إيفانكا" بالأبنة الأولى حديثة المنصب التي ترغب في الاستفادة من مركز أبيها لتحقيق مكاسب اقتصادية لها.

وكشفت "أبيجال كليم" مديرة العلامة التجارية "لإيفانكا ترامب"، أن المعلومات التي نشرها أحد موظفي التسويق المشهود له بحسن النية، والذي يعمل في واحده من شركات "إيفانكا"، اتبع الأعراف في ذلك مثله مثل الكثيرين الذين يعملون بالشركة بإجراء تعديلات على أمور هذه الشركات بعد مرحلة الانتخابات. وتستطرد "أبيجال كليم" أنهم على نحو استباقي ناقشوا سياسات عمل وإجراءات جديدة مع كافة شركائهم للمضي قدما في الشركة.

ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، تعرض الرئيس المنتخب "دونالد ترامب" للنقض جراء تناول العشاء خلسة مع أفراد أسرته دون أن يعلم الصحافة بهذا الأمر. واستمتع "ترامب" بالعشاء برفقة أبنائه الأربعة الكبار بصحبة أزواجهم في أحد الأماكن بعد مرور حوالي ساعة من إعلان "هوب هكس" المستشار الإعلامي لترامب الصحافة من تواجد ترامب في هذا المكان.

ولم يدلى أي من الحاضرين هذا الاجتماع، بأي تصريحات حتى الآن بشأن حضور "إيفانكا وجاريد" وعن المدة التي قضتها في هذا الاجتماع. بينما كشف رئيس الوزراء الياباني من جانبه أنه يسعى إلى تجديد قناعته بينه وبين السيد ترامب من أجل إقامة علاقات مشتركة قائمة على الثقة المتبادلة. وفي تصريح له لوسائل الإعلام بعد الاجتماع من فندق انتركونتيننتال نيويورك باركلي قال "إننا لن نستطع المضي قدمًا بتحالفنا مستقبلًا في حالة غياب الثقة المتبادلة بين البلدين".

ورفض رئيس الوزراء الياباني الخوض في تفاصيل ما نوقش في الاجتماع على مدار الساعة والنصف، لكنه قال إنه نقل الخطوط العريضة لوجهة نظره للطرف الأخر، وتلقى وعدًا بالمزيد من اللقاء الأكثر عمقًا في المستقبل. فتعدّ اليابان واحدة من أقرب الحلفاء للولايات المتحدة، لكنه نقل عن عدد من وزرائها قلقهم في غمرات فترة الانتخابات، بسبب عدد من التصريحات السيد ترامب. وأثناء اللقاء أهدى رئيس الوزراء الياباني عصا غولف، للرئيس المنتخب ترامب، بينما أهداه الأخير طقم ملابس لرياضة الغولف. وناقش الجانبين الاقتراح من إمكانيه سحب الألف من القوات الأميركية من المنطقة وهي القوات التي تساعد حلفائها ككوريا الجنوبية، واليابان في حفظ التوازن العسكري مع الصين، وهذا في حالة عدم دفع دول أخرى فاتورة بقائهم. وناقش الجانبين أيضا إمكانية استثمار اليابان في مجال الطاقة النووية. وتعهد ترامب بإلغاء اتفاقية "الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية عبر المحيط الهادئ"، والتي من شأنها تسهل التجارة بين البلدين وبين الولايات المتحدة وغيرها من الدول الآسيوية. فإقرار اتفاقية "الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية عبر المحيط الهادئ" الأسبوع الماضي يمثل أخبارًا سيئة لليابان. حيث يمثل إقرارها بالنسبة لمن وافق عليها الطريق الواحد للخروج بالاقتصاد إلى بر الأمان في ظل أعوام من الركود سببه شيخوخة السكان وانخفاض الطلب على المنتج المحلي.