مجموعة من النساء تشترك في رواية تجاربهن من خلال صفحة على الـ"فيسبوك" تحمل عنوان محجبات في نيويورك

تحارب مجموعة من النساء الصورة النمطية حول الحجاب في الوقت الذي التبست فيه المفاهيم الخاطئة وسادت الصور النمطية عن المسلمين وأصبحت أكثر تداولًا، ولكن هذه المجموعة من النساء قررت التفكير بإيجابية ومكافحة التضليل من خلال سلسلة من القصص التي شاركنها في صفحة على الـ"فيسبوك", وتحمل الصفحة اسم "محجبات في نيويورك" مستوحيات الاسم من صفحة القصص الشهيرة " بشر في نيويورك" ليروين من خلالها قصص حياة النساء المسلمات في المدينة، وتشترك هؤلاء النسوة رسائل من القوة والتواضع والصبر وتقدير الذات ومواجهة الظلم والعنصرية والوحشية على أيدي الأشخاص الذين لا ينظرون إليهن إلا من خلال غطاء رؤوسهن.

وانطلقت صفحة الـ"فيسبوك" بالتعاون مع مبادرة وايز التي تشجع الشابات المسلمات على تمكين ذاتهن، وتشجع المبادرة النساء على الدفاع عن النفس والقيادة وروح المبادرة والعمل على تعزيز مواهب الشابات وإثارة الرغبة لديهن في النجاح, وتسلط كل القصص التي ترويها النساء الشابات المحجبات الضوء على المرأة التي تحقق أهدافها، وتحاول تعليم غير المسلمين الذين شكلوا آرائهم حول النساء المسلمات بطريقة غير صحيحة، لأنهم في الأغلب لا يعرفون النساء على المستوى الشخصي.

وأوضحت امرأة سوداء ترتدي الحجاب والتي ابتسمت للكاميرا " أنا حاصلة على حزام الكاراتيه من الدرجة الثانية وأدرس المسلمين طرق الدافع عن النفس ضد جرائم الكراهية وجزء من حركة حياة السود، الناس غالبًا لا يعرفون عن وجود أشخاص يعملون ضد الاسلام فوبيا واضطهاد السود في ان واحد، وكامرأة سوداء اريد أن أحطم تصورات الناس عني وعن عملي، انا أرفض مناقشة أي من هوياتي بدون الاعتراف بالتقاطعات مع الآخرين", فيما قالت امرأة اخرى والتي تصف نفسها بإنها تغني الراب وترتدي الحجاب " انا فنانة وأحاضر لتحفيز الجمهور وأطمح الى تغيير العالم ولدي رغبة لا تلين لجعل الناس يرضون عن أنفسهم."

وناقشت واحدة من النساء التي ارتدت معطف أسود قضايا الجنس والزواج لتحطيم الاعتقاد الخاطئ الذي يظنه الآخرون عن النساء المسلمات المتدينات بانهن يعرفن حياتهن من خلال علاقتهن بالرجال, وتابعت " انا لست في انتظار شخص متأنق فقط انا لا انتظر على الرغم من أنني اريد أن أختبر الجنس والاستقرار، ولكني اريد رفقة رجل مسلم ناضج ولكني لا امانع في البقاء عزباء لان قوتي الداخلية أكبر من القوة الخارجية للكثير من الرجال."

وتركز هؤلاء النسوة على حقيقة أن جميع الناس بغض النظر عن دينهم لديهم الكثير من القواسم المشتركة، وأكدت احدى النساء " الشيء الأكثر أهمية الذي حدث في حياتي هو قدرتي على تحقيق ذاتي، فكلنا كنساء نقلق على مظهرنا الخارجي، ولدينا صوت داخلي يقول لنا أننا لسنا جيدات بما فيه الكفاية أو جميلات بما فيه الكفاية، لقد تكلم هذا الصوت معي دائما، وبصراحة لم امانع مشاركته مع صديقتي التي ساعدتني لأدرك أهميتي."

ونشرت بعض النساء قصص سلبية عن حياتهن مع الحجاب فأشارت احداهن أن اصدقائها في المدرسة المتوسطة قاطعوها عندما قررت ارتداء الحجاب وأنها ما تزال تتذكر النظرات السيئة والهتافات العنصرية، والتي ما تزال تتعرض لها لليوم.
وشاركت احدى النساء ذكرى مروعة عن غريب كال لها اهانات لفظية عندما كانت تسير نحو عملها، وذكرت " كنت أجلس على الرصيف في الجانب الآخر من شارع بالتيمور هاربور وأتت سيدة وقالت لي أن أقتل نفسي بعد أن أخلع حجابي." ولكنها نظرت الى الايجابية في حديث المرأة وتشرح " أجد الأمر سخيفًا جدًا عندما يطلب مني شخص ما أن اخلع حجابي، فحجابي هو تاجي، فلماذا تريد أي ملكة أن تخلع تاجها؟"

وأوضحت امرأة تضع في أنفها حلقا وتضع احمر الشفاه " يبدو أن الناس يعتقدون ان الاسلام يضطهدنا من خلال وضع الحجاب، ولكن الأشخاص الذين يقهروني ويهينوني بسبب حجابي هم الأشخاص الذين يضطهدوني، فأنا لي الحق كي اقرر الطريقة الخاصة التي سأعيش بها", وأضافت " لا ينبع القهر من الدين ولا من الملابس ولا من الأقارب الذكور، فمصدر قهري هم الناس الذين يفترضون انني مقهورة بدون أن يعرفوني، والأشخاص الذين يحاولون توجيه كلمات غاضبة دلالة على الجهل تجاهي، اسمحي لي أن اقول لكم عن الحجاب أنه طريقة اخترتها كي أكون أقوى، فحجابي هو مصدر جمالي", واسترسلت " بالنسبة لي فان ارتداء الحجاب يعني التواضع ، من خلال هذه الأشياء يأتي الجمال، اخترت تغطية جمالي الخارجي حتى أعرف أكثر عن جمالي الداخلي وهو الجمال الذي أريد للناس أن تعرفه، لماذا؟ لان الجمال الخارجي لا يهم، وقد قررت لا أريد للناس أن تخترع تصورات عني وعن رحلتي خلال هذا العالم بطريقة سطحية مبينة على جمال الشكل فقط."