لندن ـ سليم كرم
اعتقد النحات أوغست رودين ضرورة دفن معبد البارثينون اليونانى تحت التراب، مثل البشر الذين صنعوه، فعندما تضرر أعظم المعالم الأثرية الكلاسيكية بسبب زلزال عام 1894، قام النحات بحملة ضد ترميمه، ونظرًا للتأثير العميق للفن الكلاسيكي على عمل الفنان الخاص، فكان من الصعب اعتبار كل هذا الكلام إلا نفاق.
ويتمسك النحات بأفكار غريبة عن الآثار والوقت، ولم يؤثر مرور آلاف السنين على أعمال ومنحوتات رودين "1840-1917"، فقد امتلئت حديقة منزلة بالمنحوتات الكلاسيكية التى عرضت من خلال التجار الذين قاموا بشرائها من السياح.
وتم الابقاء على تماثيل الحوريات اليونانية والجمباز في جميع أنحاء المنزل، ليلا تحت إضاءة مصممة خصيصا لاضفاء تأثير مغر، وكانت معضم المنحوتات بلا أطراف بلا رأس، وقد تشكلت منحوتات رودين للجذوع من الكتل الرخامية فقد نحتها النحات الشهير من كتل كبيرة من الرخام .
وشبهت أعماله بأعمال مايكل انجلو مثل منحوتة "ذا سليف" فكل شخصياتة الغير المنتظمة كانت خارجة من كتل من الرخام؛ كما اشتهر رودين بسمعته كفنان كعملاق تعبرمنحوتاتة عن الطاقة الجنسية والإبداعية ، مثل منحوتاتة الرخامية المزدوجة "ذا ثنكر"او المفكر "و ذاكيس" القبة.
وعرضت جميع أعمال رودين فى المتحف البريطانى للمرة الأولى والتى تتيح الفرصة إلى أى شخص أن ينظر إليها بالاضافة إلى بعض منحوتات البارثينون الرائعة والمتنازع عليها في المتحف.
وتواجد فى المعرض تمثال الرجل الماشى "تواجد بأكثر من نموذج نماذج مصغر ونموذج اخر فاخر وتميز التمثال بنعموتة الشديدة وظهور التفاصيل الدقيقة التى لا يكاد أن يصدق أحد انها منحوتة من الرخام "، كما تشابة هذا التمثال مع تمثال هرمس الموجود فى بيت رودين القديم حاليا.
ويميز رودين أنه عندما كان في الأربعين من عمره استقل قطار إلى لندن لرؤية الفن اليوناني الذي لم يكن معروفًا من قبل إلا من خلال الصور الفوتوغرافية والقوالب، حيث كان يعمل أساسًا من نسخ الجص في متحف اللوفر، هكذا ظهر واحد من أول انتصاراته وأكثرها إثارة للجدل، وهو عصر منحوتات البرونز اذ صنع الفنان الشمولى الاستثنائى عدد من القطع المصنوعة من البرونز.