لندن ـ سليم كرم
عمد رجل إلى تغطية 90 % من جسده بالوشم الرمادي، بما في ذلك مقلة عينه، ومازال يصّر على أن هناك الكثير للقيام به، وقد حصل "آدم كيرليكالى" (32 عامًا) على أول وشم له منذ 12 عامًا، وكان يتألف من رسالة صغيرة على ذراعه كًتب عليها: "أنا"، ويقول إنه سيكمل نسبة 10٪ المتبقية من جسمه، حيث أن الأماكن الوحيدة المتبقية من جسمه هي الإبطين، راحتي يديه، باطن قدميه.
وقال كيرليكالى "كنت أعلم دائمًا أنني مختلف عن بقية المجتمع، ولقد كان لونى المفضل هو الرمادي دائمًا بدرجاته المختلفة، وهذا هو السبب في أن لون بشرتي الحالي هو "الجرافيت"، وأضاف "أنا أقوم بتصميم وشومي الخاصة لأن لدي رؤية محددة لنفسي، وأنا أفعلها خطوة بخطوة وببساطة، فالحياة قصيرة جدًا لدرجة أنني توقفت عن التساؤل عما سيحدث غدا".
لكن بحث كيرليكالي عن التغطية الكاملة لجسمه لم يكن رخيصًا، وقد جمع ما يعادل ثمن "شقة جميلة". وهو يقوم حاليًا بعمل وشم خاص به لذلك لا يتعين عليه أن يدفع لشخص آخر، والأماكن التي لا يستطيع الوصول إليها بنفسه، يساعده أعز صديق له للوصول لها.
وُلد كيرليكالى في "كالينينغراد" في روسيا ونشأ في بوزنان في بولندا، ويعيش الآن في لندن. وكان عمره 22 عامًا فقط عندما تم تشخيص حالته بسرطان الأمعاء الغليظة. وبعد أشهر من العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي والعلاج الجزيئي والعلاج بالخلايا الجذعية ترك مع نظام مناعة ضعيف جدًا. وعلى الرغم من تعافيه، إلا أن جسده الضعيف تركه مع العديد من الأمراض الجلدية والمهق الجزئي، وسقط في اكتئاب عميق، وعانى من اضطرابات في الأكل، حتى انه حاول الانتحار، ويقول "لم أكن أقبل نفسي ولم يقبلني الآخرون، ولكن سمحت لي الأوشام باكتشاف نفسي مرة أخرى" وفي سبتمبر/أيلول من العام الماضي، قرر أن يمسح مقلتي عيناه وغطى وجهه بالكامل، وكان يوثق تحوله المذهل على "إنستغرام".
وادعى كيرليكالى أنه تعرض لإساءات لفظية وجسدية بسبب ظهوره عندما كان يعيش في بولندا، وأن الناس ألقوا بالحجارة والزجاجات. فكانوا يفترضون انه غير مستقر عقليا. ومنذ أن غطى وجهة منذ حوالي عام، تغير الوضع تغيرًا جذريًا وبدأ الناس يخافون منه، وعلى الرغم من كونه وحيدًا في الوقت الحالي، إلا أنه يملئه الأمل في أن يلتقي بشخص له قيم مماثلة له، سيقبل ماهيته في الداخل والخارج.