اللواء صلاح الحلبي

أكد الخبير العسكري والطيار السابق في القوات الجوية المصرية، اللواء صلاح الحلبي، أنَّ الجيش الليبي كان له دور كبير في ثورة الشعب الليبي وانحاز بالكامل له، ولم يقاوم هذه الثورة، وكانت وحدات الجيش كافة ولاسيما في المنطقة الشرقية ضمن صفوف الثوار وكانت عونًا في إسقاط النظام السابق.

وأضاف الحلبي، خلال حوار خاص مع "مصر اليوم": "المؤسسة العسكرية الليبية تضمّد جراحها وتعمل على تنسيق جهودها، ويحاول رجالها الصادقون الآن بناء الجيش والعودة به إلى الشكل العسكري الصحيح"، لافتًا إلى أنه في ثمانينات القرن الماضي، كان الجيش الليبي من أقوى الجيوش العربية والأفريقية، واستطاع التوغل في القارة السمراء، والآن تدَّرس الخطط الحربية لاجتياح الجيش الليبي دولة تشاد في أكبر الأكاديميات العسكرية في العالم.

وبشأن مستقبل الجيش الليبي، ذكر الحلبي: "متفائل بالأيام المقبلة لاسيما وأنَّ مصر قلب العروبة النابض ولم ولن تتخلى عن المنطقة وعن ليبيا وستزودها بالإمدادات الاستراتيجية كافة، وسيرى الليبيون جيشهم بصورة قوية، وسيُبنى هذا الجيش بطريقة حديثة تعتمد على النوع لا الكمّ فقط".

وعن دعوات الرفض الخاصة بعدم تسليح الجيش الليبي، أوضح الحلبي: "كل من يقف ضد رفع حظر السلاح عن الجيش الليبي يعد شريكًا فاعلًا في الجرائم القذرة التي تُرتكب في حق الشعب الليبي الشقيق، وتوقعت أنَّ يكون مشهد ذبح المصريين موقظًا لضمير من يسخِّرون قنواتهم للتشدق بالدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان وقيم العدل، ولكن ذلك لم يحدث"، مشددًا على أنَّ الجيش الليبي لا ولن يتسول من أحد، لاسيما وأنَّ ليبيا عنقاء هذه الأمة، بحسب وصفه.

واستطرد الحلبي متابعًا: "الجيش الليبي مستمر في القتال حتى تحرير ليبيا من براثن الظلاميين، ورفض أميركا وبريطانيا وقطر إمداده بالسلاح لن يثنيه عن استكمال واجبه تجاه وطنه، حتى لو حمل السكاكين"، على حد تعبيره.

ولفت إلى أنَّ قيادة أركان الجيش الليبي تنسق مع مصر باستمرار على الصعيد العسكري، والقيادات السياسية تفعل الشيء ذاته مع الخارجية المصرية، نافيًّا مزاعم وكالات أنباء عالمية تحدثت عن تدخل مصر بريًّا في ليبيا، ومؤكدًا أنَّ "التدخل كان جويًّا فقط وأصاب 10 أهداف تابعة لتنظيم "داعش" المتطرف في مدينة درنة وبدقة بالغة، والآن يستعد الجيش الليبي لمعركة كبرى لدكّ بؤره وتصفية نحو 3 أو 4 آلاف متطرفًا يقبعون في درنة".

وأخيرًا، أكد الحلبي أنَّ "ليبيا دفعت ثمن الإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافي، عندما دفعت قطر بالإخوان المسلمين في الصدارة للاستيلاء على السلطة بالتعاون مع تركيا، قطر هي سكرتير تنفيذي للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، وهذه رؤية أميركية بالأساس، إذ تريد واشنطن وضع جماعة الإخوان على رأس السلطة فى البلدان العربية باعتبار أنهم يستطيعون احتواء جماعات على شاكلة داعش والقاعدة".