الاحتفالات بشهر رمضان في المنيا

أقبلت نسمات شهر رمضان الكريم بالخير، لتملأ الشوارع بالأضواء والزينة، وتعم البهجة والسعادة، رمضان له مكانه خاصة في قلوب المسلمين، ولكن في مصر امتزجت الفرحة بالشكوى من الارتفاع الجنوني للأسعار، خاصة تلك السلع المرتبطة بشهر رمضان، حيث يرتبط الشهر الفضيل بالإقبال على شراء السلع والمنتجات الغذائية بشكل أكبر مقارنة بباقي الأشهر طوال العام، وظهرت إحصائيات متعددة أثبتت أن الاستهلاك من الغذاء يزيد خلال شهر رمضان بنسبة 30% عن الأيام العادية.

وخلال الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد والغلاء المتواصل للأسعار، يحتاج المواطنين إلى قرارات وإجراءات حكومية لحمايتهم من جشع التجار خلال الشهر الكريم.

رصدت "مصر اليوم" حركة البيع والشراء وأسعار بعض السلع الرمضانية في مدينة المنيا، فوجدنا من يشكو من ارتفاع الأسعار الجنوني وخاصة السلع الرمضانية، في حين يؤكد التجار أن الأسعار لم ترتفع عن العام الماضي، وهناك بعض السلع انخفض سعرها قليلًا.

يقول الحاج " أحمد " أحد المواطنين، إن الأسعار هذا العام شديدة ولا أحد يقدر على الشراء سوى الطبقة العليا، فالناس يصرخون من الغلاء وضيق الحال، وأضاف "مصطفى" أحد المواطنين، أن الأسعار هذا العام مرتفعة للغاية لدرجة أنه لم يقدر على شراء أي شيء هذا العام نظرًا لارتفاعها.

الياميش

ويوضح أحد أصحاب محلات "الياميش" أن الأسعار ثابتة مثل العام الماضي، وهناك بعض السلع انخفضت من المكسرات كالبندق وصل سعره إلى ١٤٠ جنيهًا للكيلو وكان في العام الماضي ب ١٦٨ جنيهًا، وأسعار قمر الدين أقل من العام الماضي بفرق ١٠ جنيهات في الكيلو، ولكن حركة البيع تعتبر متوسطة نظرًا للحالة الاقتصادية، فيما أضاف "طارق" بائع في محل قطائف وكنافة، أنه لا يوجد إحساس برمضان نظرًا للغلاء، ولا يوجد إقبال على شراء الكنافة والقطائف قبل دخول الشهر الكريم مثل أيام زمان، ولكنها بتتزايد مع أول الشهر، لافتًا إلى أن الأسعار هذا العام طبيعية مثل العام الماضي، رغم ارتفاع سعر الدقيق، ولكن ذلك رأفةً بحال الناس، فكيلو الكنافة يتراوح من ٨: ١٥ جنيهًا. 

ويعتبر "محمود" بائع في أحد محلات السلع الرمضانية، أن ارتفاع الدولار، السبب الرئيسي لارتفاع أسعار كل السلع فالتمر هندي وصل سعره إلى ١٥ جنيهًا والعام الماضي كان سعره ٨ جنيهات، وحركة البيع انخفضت، فقمر الدين يتراوح سعره من ١٠ جنيهات إلى ٢٨ جنيهًا، والزبيب من ١٦: ٤٢ جنيهًا. 

وصل سعر كيلو الطماطم إلى 14 جنيهًا، والبامية 20 جنيهًا، والملوخية الخضراء 8 جنيهات، كما قفز سعر الكوسا إلى 7 جنيهات، واستغل تجار الصلصة الظروف ورفعوا أسعار العبوات إلى الضعف، وفي هذا السياق قال يحيى أمير سيد، صاحب شادر خضروات وفاكهة، إن "الشادر يكاد لا يجد عملا، فقال :"منذ ارتفاع أسعار الطماطم والبامية، ونحن لا نجد ما نبيعه، فقد وصل سعر العداية الواحدة 300 جنيه وبالحجز، وقّل التوريد فالكثير لا يملك شراء هذه الكميات، ومن كان يحجز سيارة نصف نقل كاملة أصبح الآن لا يقوى على حجز ثلث سيارة، ولا نستطيع جلب سيارة من أي سوق جملة، فالبيع أصبح عاجل وليس آجل كما تعودنا، وبالتالي فنحن مجبرون على البيع بالعاجل، ولا مكان لبيع الحصالات أو الدفاتر القديمة".

اللحوم

وأشار مرزوق رشدي، 45 عامًا، جزار، إلى أن سبب الأزمة لا يكمن لدي الجزارين، لأنهم المحطة الأخيرة للحوم، وليسوا أصحاب القرار بمفردهم في رفع الأسعار، مشددًا علي أن مربي الماشية رفعوا الأسعار بشكل مضاعف بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف المترتب على أزمة الدولار، وكذلك ارتفاع أسعار البرسيم والمنتجات الحقلية، مضيفًا أن محافظة المنيا كانت من المحافظات المنتجة للحوم بكثرة وتحقق اكتفاء ذاتي قديمًا، بفضل مشاركة المدارس الثانوية الزراعية وكليات الزراعة في إنتاج اللحوم، بالإضافة لوفرة الأعلاف، التي كانت تدعم أسعارها من الدولة للنهوض بقطاعات التسمين للمواشي والدواجن على حد سواء، متابعًا أن جزارين من محافظات الوجه البحري، يتكالبون عي شراء اللحوم البلدية من المنيا، بسبب جودة مذاقها الراجع للرعي والتغذية على البرسيم والمنتجات الحقلية، الذي يكسب اللحوم طعمًا طيبًا مميزًا، ويتم ذبح الماشية في سن صغير، لتوفير اللحوم "البتلو"، وبالتالي يقل الإنتاج ويرتفع السعر.

الدواجن

اتفق عاملون وخبراء في مجال تربية وتسويق الدواجن في المنيا، على أن ارتفاع أسعار الدجاج والبيض اضطراري لا يحمل أي مكاسب للعاملين بالصناعة، التي باتت تترنح تحت ضغط الارتفاع الجنوني لأسعار الأعلاف و الأمصال، وتجاوز سعر الدجاج الحيفي بالمنيا 25 و 26 جنيهًا للكيلو، حسب منطقة البيع، بينما سجل سعر كرتونة البيض، "30 بيضة"، سعر ما بين 36 إلى 40 جنيهًا، و تباع البيضة الواحدة بجنيه ونصف.

وقال خبراء في مجال تربية وتسويق الدواجن، إن أسعار التسويق الحالية لا تدر ربحا، رغم ارتفاعها، بسبب ارتفاع "مدخلات" الإنتاج وأهمها تضاعف أسعار الأعلاف، التي تستورد أعلب مكوناتها من الخارج، حيث أوضح محمد حليم، تاجر دجاج ، أن غلاء الأسعار سببه الرئيسي الغلاء الرهيب، حسب وصفه، في أسعار الأعلاف التي ارتفع الطن الواحد منها من مبلغ 2500 جنيه للطن إلى 6000 للطن الواحد خلال النصف الثاني من عام 2016، مضيفًا أن  الزيادة في أسعار الدواجن، ليست بنفس نسبة الغلاء في سعر الأعلاف، التي تمثل أكثر من 70 %من تكاليف الإنتاج، بخلاف ارتفاع أسعار الغاز المستخدم في تسخين المياه لعملية التنظيف التالية للذبح مما زاد من أعباء النقل.  

وأوضح هاني فاروق، طبيب بيطري حر، أن مزارع الدواجن تواجه أزمة بسبب ما ترتب على أزمة النقد الأجنبي، واضطر الكثيرين من مالكي مزارع تسمين الدجاج لتغيير نشاطهم لتربية الدجاج البياض، وحاليًا لا يكافئ سعر طبق البيض التكاليف والمجهود المبذول.