طائرة استطلاع مسلحة من صنع إيراني

أسقطت القوات الأميركية في جنوب سورية طائرة استطلاع مسلحة من صنع إيراني، في ثاني حادث خلال نوعه في 12 يومًا، في إشارة أخرى الى إن جدول أعمال واشنطن وطهران يصطدمان على طول الحدود السورية العراقية الصحراوية. وقال المتحدث باسم البنتاغون كابتن جيف ديفيس إن طائرة مقاتلة أميركية اف -15 فتحت النار على طائرة بدون طيار بعد ظهر الثلاثاء، عندما كانت تقترب من موقع أميركي بالقرب من معبر التنف، حيث يقوم مستشارون أميركيون بتدريب ميليشيات محلية ضد "داعش".

وقال ديفيس في بيان صحافي: "اعترضت طائرة F15  أميركية طائرة بدون طيار مسلحة بعد أن لوحظ تقدمها في مواقع التحالف. وكان لديها "أجنحة مسلحة"، وهذا يعني أنها كانت محملة بالذخائر. وأضاف إن الطائرة لم تبذل محاولة للانتقال من مكانها. وأضاف ديفيس: "لقد قلنا من قبل إننا لن نتسامح مع النوايا العدوانية والإجراءات التي تقوم بها القوات الموالية للرئيس السوري ضد قوات التحالف الشريكة في سورية التي تقوم بعمليات مشروعة ضد "داعش" في سورية". وتابع: "نحن لا نسعى إلى الصراع مع أي طرف في سورية غير داعش ولكننا لن نتردد في الدفاع عن أنفسنا أو شركائنا إذا لزم الأمر".

ويُعد معبر التنف نقطة استراتيجية بالقرب من الحدود السورية والعراقية والأردنية. وفي حادث مماثل وقع في 8 حزيران / يونيو، قامت طائرة بدون طيار إيرانية الصنع من نفس النوع بإلقاء قنبلة بالقرب من القوات الأميركية في نفس مركز التدريب قبل إسقاطها من خلال طائرة أميركية. واتهمت روسيا التحالف بقيادة الولايات المتحدة بـ "التواطؤ مع الإرهاب" من خلال إسقاط الطائرة بدون طيار. وقال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف لوكالة انترفاكس إن "هذا النوع من الغارات يشبه التواطؤ مع الإرهاب".

وبما أن "داعش" قد طرد من معاقله الحالية والقوى الخارجية تتنافس للسيطرة على الأراضي التي تم إخلاؤها، فإن احتمال وقوع اشتباكات قد تتصاعد بسرعة. وتظهر التوترات أيضًا في ساحات أخرى. وفي يوم الثلاثاء ذكرت الولايات المتحدة إن طائرة مقاتلة روسية اقتربت على بعد خمسة أقدام من طائرة حربية أميركية فوق بحر البلطيق. وقال مسؤولون أميركيون إن الطائرة كانت مسلحة وحلقت "بشكل غير منتظم". ويعد الحادث حلقة من سلسلة طويلة من عمليات الاقتراب الوثيقة حيث ان الناتو والقوات الروسية يقومان بتدريباتٍ على مقربة شديدة.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس من ان الحوادث الأخيرة قد تكون "خطيرة جدا" وتؤدي إلى تصعيد الحرب في سورية. وقال غوتيريس "اننى امل بشدة فى إن يكون هناك تصعيد للوضع لان هذه الحوادث يمكن إن تكون خطيرة جدا في حالة الصراع التى يوجد فيها عدد كبير من الفاعلين وحيث الوضع على الأرض معقد جًدا ".

وأعلنت روسيا الاثنين أنها علقت خطًا ساخنًا عسكريًا مع القوات الأميركية وهددت بشن هجمات لاسقاط طائرات التحالف التي تحلق غرب نهر الفرات بعد ان أسقطت الولايات المتحدة طائرة حربية كانت تًحلق بالقرب من القوات الأميركية التي تتقدم في معقل داعش في الرقة في شمال سورية. وقبل إطلاق النار على الطائرة، قال مسؤولون اميركيون ان هناك تحركات لقوات برية ومدفعية باتجاه بلدتين قرب الرقة كانتا قد سيطرت عليها القوات الديموقراطية السورية المدعومة من قبل الولايات المتحدة.

وذكر "البنتاغون" أن الطائرات الحربية الأميركية أظهرت عرضًا للقوة لمحاولة ارسال تحذيرات من التقدم بما فى ذلك شن جولات بالقرب من خطوط النظام. وفي تلك المرحلة اقتربت طائرة الحكومة السورية سو -22 وحاولت الطائرات الأميركية أيضًا تحذيرها من خلال إطلاق طلقات تحذيرية. ووفقا لحساب البنتاغون تجاهل طيار سو -22 التحذير وذهب الى العمق لقصف مواقع قوات الدفاع الذاتي. وبعد ذلك أسقطت الطائرات الحربية الأميركية الطائرة.