باريس ـ مارينا منصف
انضمَّ الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون إلى الرئيس المنتهية ولايته فرانسوا هولاند لحضور احتفال بـ"يوم الهدنة" في قوس النصر في باريس. وكان الرئيس المنتخب قد وقف امام الصحافة في عرض الوحدة بعد فوزه الساحق ضد مارين لوبان المرشحة اليمينية المتطرفة في انتخابات الرئاسة الفرنسية امس. وقال تشارلز بريمنر: يجب على ماكرون الآن الحصول على العمل الحقيقي. وظهر ماكرون بعد ليلة الاحتفال كأصغر زعيم لفرنسا منذ الامبراطور نابليون بونابرت.
وأشارت صحيفة "لو باريسيان" الى المزاج العام من خلال عنوان الصفحة الرئيسية: "39 عاما، والرئيس". وحذرت صحف يومية أخرى، مثل صحيفة "لوموند"، من "التحديات التي تنتظرنا في بلد يتَّسم بعقود من ارتفاع معدلات البطالة وتعهدات سياسية لم تتحقق". وكان أول ما قام به ماكرون هو علاقته الوثيقة مع هولاند حيث اجتمعا لوضع إكليل من الزهور في قوس النصر ثم أعادوا إحياء ذكرى الجندي المجهول الذي دفن تحت النصب التذكاري.
وظهر هولاند متأبطًا ذراع الرئيس الأصغر سنًا، بكثير من المودة الواضحة، واضعًا ذراعه حول كتفيه. كانت هذه الإيماءة كبيرة، حيث يدعي منتقدو ماكرون أنه سيتبع خطى هولاند الذي لا يحظى بشعبية كبيرة. والرئيس ماكرون، من جانبه، يصور نفسه بأنه من سيعيد ترتيب ما حدث في الماضي. حيث سعى هولاند إلى أن يكون دبلوماسيًا. وقال "لا اريد أسر ايمانويل ماكرون". على الرغم من أنه اتبعني في السنوات الأخيرة، ولكنه بعد ذلك حرر نفسه. والامر متروك له لمواصلة سياسته الخاصة من خلال القوة التي اكتسبها. واشار الى أنه إذا احتاج إلى مشورة فإنه لا يمكن أن يتردد في الاتصال به ".
وقال ناثالي سانت كريسك، المحرر السياسي لقناة "فرنسا 2" التلفزيونية التي بثت الحفل، إن هولاند كان "مثل أب مع ابنه. حيث كان بينهم الكثير من المودة لبعضهم البعض، وحتى لو كان الابن مطيع، يجب أن يتم التوفيق بينهما. " وكان السيد هولاند الذي وضع السيد ماكرون، وهو مصرفي سابق، على طريق السلطة عندما جعله مستشارًا رئاسيًا عام 2012 ووزيرًا للاقتصاد عام 2014. وحتى ذلك الحين، كان السيد ماكرون غير معروف للجمهور الفرنسي.
الا أن ماكرون رد اليه ذلك بخيانة سياسية، حيث أطلق حركته الوسطية، وخرج من الحكومة التي يقودها الاشتراكيون، ثم ها هو الأن يقف في منصب الرئاسة، وألغى على نحو فعال، فرص هولاند المستمرة لفترة ولاية ثانية. وفي إشارة إلى وضعه الجديد، تم اصطحاب ماكرون من شقته في الدائرة السابعة في باريس في سيارة حكومية رسمية مع حرس شخصي جانبه.
ولدى وصوله إلى قوس النصر، قام مسؤول بوضع زهرة الذرة على طية صدره، مثل الخشخاش في المملكة المتحدة، وهي رمز يحتفل بالجنود الذين ماتوا لبلدهم. ابتسم السيد هولاند ونظر نحو السماء وكأنه يشير إلى أن الرئيس المنتخب كان أكثر حظًا مما كان عليه، على الأقل مع الطقس. بعد الحفل، كان من المقرر أن يشارك ماكرون في اجتماع مع الموظفين في حركته السياسية "إن مارش"، الذي يترجم كما دعونا الانتقال.
وقال مساعدوه انه سيستقيل كرئيس للحركة في خطوة تهدف الى اظهار انه يمثل الان الامة باكملها وليس مؤيديه فقط. وسوف يتولى السلطة يوم الاحد ويتعرض لضغوط من أجل تشكيل حكومة قادرة على الفوز بانتخابات برلمانية في الشهر المقبل. وبدون أغلبية برلمانية، لن يتمكن من تنفيذ برنامجه الإصلاحي لفرنسا.