اجتماعات الجبير وسامح شكري

يعقد وزيرا الخارجية السعودي عادل الجبير وسامح شكري مشاورات سياسية في قصر التحرير في القاهرة مساء السبت ، يعقبها مؤتمر صحافي مشترك ، ووصف بيان أصدرته الخارجية المصرية المشاورات بأنها تأتي في إطار النشاط المكثف للدبلوماسية المصرية.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية السعودية إن اجتماعات الجبير وسامح شكري تأتي تنفيذًا للمذكرة التشاورية السياسية الموقعة بين الطرفين ، والتي تتضمن عقد اجتماعات دورية كل ستة شهور لمناقشة الأوضاع المختلفة ، حيث أن اللقاء هو الأول من نوعه بعد قمم الرياض وفي ظل المستجدات التي تلتها.

وينسق الوزيران موقفي بلديهما من مكافحة التطرف ومتابعة ما اتفق عليه في قمة الرياض العربية الإسلامية الأميركية، فيما تتعرض المشاورات التي سيجريها الوزيران للوضع المأسوي في سورية ، وسبل دعم مساري جنيف وآستانة ، للوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار وتسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تحقن دماء الشعب السوري وتمكنه من تحقيق تطلعاته.

كما تتناول المشاورات الأوضاع في اليمن وجهود مكافحة التطرف بشكل عام ، لا سيما في ظل عضوية مصر الجارية في مجلس الأمن ورئاستها لجنة مكافحة التطرف في المجلس.

ويستعرض شكري مع الجبير الجهود المصرية لاحتواء التدهور في ليبيا ، ودعم الجيش الوطني الليبي، وتفاصيل الحرب المصرية ضد المنظمات المتطرفة في ليبيا ، والتي تخطط لضرب الأمن القومي المصري.

ويتطلع شكري الجبير على أجندة اجتماع الجزائر الأحد والذي يضم وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر لمتابعة الشأن الليبي ، ويبحث الوزيران العلاقات الثنائية بين البلدين والإسراع في تنفيذ الاتفاقات المشتركة في مجال التعاون الاقتصادي والاستثماري.

وبعد جلستي مكاشفة تامة تتجه القاهرة والخرطوم إلى مصالحة على خلفية الرسالة والشواغل التي تلقاها الرئيس عبدالفتاح السيسي من نظيره السوداني عمر البشير، نقلها وزير الخارجية إبراهيم الغندور، وتوجيهات السيسي باستمرار البحث واللقاءات المشتركة على الأصعدة كافة لحل الخلافات.

وتنزلق العلاقات بين مصر والسودان في طريق التدهور، خصوصًا بعدما أعلنت الخرطوم ضبط أسلحة مصرية بحوزة جماعات متمردة في دارفور، أعقبها تراشق إعلامي حاد، وتلاسن جماهيري في مواقع التواصل الاجتماعي ، مما زادها توترًا وقف الواردات الزراعية والصناعية إلى السودان عبر مصر.

وعلى رغم استقبال الغندور بحفاوة في القاهرة، في إشارة إلى رغبة مصرية في حل المشكلات مع السودان، إلا أن ما كشف عنه المؤتمر الصحافي المشترك للوزيرين يؤكد أن الاجتماعين لم يقررا حلولًا لما هو مطروح لدى الجانبين كسبب للأزمة الجارية،  بقدر ما كرسا للمكاشفة والمصارحة والاتفاق على متابعة اللقاءات والمحادثات بأكبر قدر من النيات الحسنة وصولًا إلى تحقيق الهدف النهائي، وهو الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى التكامل السياسي والاقتصادي.

وأشار الناطق بإسم الرئاسة المصرية ، السفير علاء يوسف ، إلى أن الغندور نقل للرئيس السيسي حرص الرئيس البشير على تطوير العلاقات مع مصر في المجالات كافة ، ومواصلة التنسيق والتشاور إزاء مختلف القضايا  ، حيث أن وزير خارجية السودان استعرض نتائج لجنة المشاورات السياسية المشتركة التي عقدت في الخرطوم في أبريل/نيسان الماضي، وأعرب عن تطلعه الى مزيد من العمل على تعزيز آليات التشاور بين البلدين بهدف تجاوز أي عقبات قد تعكر صفو العلاقات بين البلدين الشقيقين.

وأضاف الناطق أن الرئيس السيسي أكد للغندور خصوصية العلاقات بين البلدين والروابط التاريخية الممتدة بين الشعبين، داعيًا إلى استمرار المشاورات السياسية ورفع مستويات التنسيق والتشاور في المجالات كافة، بهدف تعزيز علاقات التعاون بين البلدين بعد تذليل العقبات أمام تطوير هذه العلاقات على نحو مستمر.

وصرح شكري في مؤتمر صحافي مشترك مع الغندور أن العلاقات المصرية السودانية مقدسة ، لتوظيفها في خدمة الشعبين ، حيث أنه سلم السيسي رسالة من الرئيس البشير تتعلق بتعزيز العلاقات بين البلدين حملت بعض التحفظات.