غزة ـ ناصر الأسعد
أكد مسؤول في حركة "حماس"، تحسن وتطور العلاقة بين الحركة ومصر، لافتاً إلى أن وفد الحركة الذي زار مصر هذا الشهر "وجد تفهماً عالي المستوى من المسؤولين المصريين لإمكانية قيام القاهرة بدور مهم في تخفيف أزمات القطاع". وذكر عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية، خلال لقاء مع الصحافيين في مدينة غزة، أمس الاحد، أن "علاقة حماس مع إيران مستقرة وجيدة ونسعى لتطويرها ونحن لا نخفي ذلك ولا نخجل منه".
وردّاً على ما تردد عن طلب قطر مغادرة عدد من قيادات حماس الدوحة، قال الحية إن الحركة تجري إعادة انتشار لقادتها عقب انتخاباتها الداخلية الأخيرة، وهي تسعى ألا يتم تركيزها في منطقة محددة حتى لا يبقى هذا التركيز عبئا على أي دولة. وأضاف: نحن لن نكون عبئاً على أحد لأن فلسطين شرف وقداسة لكل من يقترب منها، ونحن معنيون بأن تكون علاقات حماس المركزية في كل أماكن وجود الشعب الفلسطيني. وأكد الحية أن رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية الذي انتُخِب أخيراً في منصبه ويقيم في قطاع غزة: "لن يغادر وطنه وشعبه ولن يغير مكان إقامته إلا في زيارات قصيرة".
ولمح الحية إلى أن معظم قيادات حماس تركزت في لبنان، قائلا إن وجود عدد كبير من قيادات الحركة في ساحة قريبة، سيفقد إسرائيل صوابها وليس وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، فقط، في إشارة إلى طلب ليبرمان من لبنان طرد قيادات حماس.ومضى يقول: "نحن معنيون أن تكون قيادات حماس المركزية موجودة في كل أماكن وجد شعبنا". وقال الحية إن قيادات من الحركة موجودة الآن في دول مختلفة من بينها لبنان وسوريا وإيران وتركيا ومصر والمملكة العربية السعودية".
حذَّر قيادي "حماس" في سياق آخر، من أن بقاء الحصار على قطاع غزة نذير خطر ونحن نطالب بإنهائه، مؤكداً في الوقت ذاته أن الحركة لا تسعى لمواجهة جديدة مع إسرائيل.وانتقد بشدة الإجراءات العقابية التي اتخذتها السلطة الفلسطينية أخيراً ضد قطاع غزة، مشيراً إلى أن حماس تجري مشاورات مع كل الأطياف الفلسطينية بما فيها فريق القيادي المفصول من حركة محمد دحلان لتشكيل جبهة إنقاذ وطني.
وهاجم الحية الرئيس الفلسطيني محمود عباس قائلا إنه هو المعيق أمام المصالحة ومتهما إياه بالعمل على الانفصال بالقول: حماس لديها خشية من أن يذهب نحو الانفصال. ورفض الحية إجراءات حكومة التوافق وقال إنها تستهدف الكل الفلسطيني في غزة بما في ذلك المرضى. وتعهد بمواجهة إجراءات عباس، وقال إن حماس لن تنحني لهذه الإجراءات.وكان عباس اتخذ إجراءات بتخفيض رواتب والتوقف عن دفع بدل كهرباء ووقود وإلغاء إعفاءات ضريببة وإحالات للتقاعد، في محاولة للضغط على حماس من أجل تسليم غزة.وقال الحية إن هذه الإجراءات تزيد من الانقسام وتعززه. وتابع: حركة حماس تقابل كل هذه الإجراءات بمزيد من رباطة الجأش. ودعا الحية إلى تشكيل جبهة إنقاذ وطني ضد إجراءات عباس. وأردف: لن نبقى مكتوفي الأيدي أمام هذه الإجراءات وقضيتنا الوطنية تدمر.. نحن ذاهبون بشكل واضح لنتحدث مع الكل الفلسطيني.
وكانت معظم قيادات حماس غادرت قطر تحت الضغوط المختلفة وبطلب قطري سبق حتى المقاطعة العربية. وقالت مصادر لـ"الشرق الأوسط"، إن معظم قادة الحركة بما فيهم موسى أبو مرزوق وصالح العاروري العضوان البارزان في المكتب السياسي للحركة، استقروا في لبنان.إلى ذلك، شدد الحية على أن العلاقة بين حماس ومصر ذاهبة نحو التحسن والاستقرار لأننا معنيون بعلاقة مع الكل العربي والإسلامي بشكل متوازن وانفتاح مع الجميع، خصوصا العلاقة مع مصر التي لا ينكر دورها أحد.
وذكر أن وفد حماس الذي زار مصر هذا الشهر وجد تفهماً عالي المستوى من المسؤولين المصريين لإمكانية قيام القاهرة بدور مهم في تخفيف أزمات القطاع، مشيراً إلى أنه يوجد إجراءات يتم استكمالها حالياً من الجهات المختصة في الجانبين.وأضاف أن هناك استعداداً مصرياً واضحاً في حل ملف معبر رفح (مع قطاع غزة) الذي يتم تطويره وترميمه في الجانب المصري، ونأمل أن يتم قريباً فتحه أمام سفر الأفراد ونقل البضائع.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الحية، تأكيده، توصل وفد حماس لتفاهمات مع المسؤولين المصريين بشأن تعزيز تبادل حماية الحدود الثنائية مع قطاع غزة باعتبار ذلك مصلحة مشتركة، مشيراً إلى أنه تم تطوير تفاهمات سابقة ولاحقة على قاعدة تأكيد سعي حماس بألا يصل من غزة إلى مصر أي سوء.