القاهرة ـ سعيد غمراوي
عزز الجيش المصري رقابته على المثلث الحدودي مع ليبيا والسودان عند منطقة جبل العوينات في أقصى الجنوب الغربي ، لضمان عدم تسلل أي متطرفين إلى الأراضي المصرية عبر تلك المنطقة.
وأبلغ مسؤول مصري لمصادر صحافية بأن تلك المنطقة الجبلية الوعرة ستحظى بإجراءات صارمة ، من أجل فرض السيطرة على المنطقة الحدودية ، وأن أي محاولات تستهدف الأمن القومي المصري ، انطلاقًا منها سيتم الرد عليها فورًا ، لتتم زيادة عدد الطلعات الجوية لتمشيط المنطقة ، ومراقبة الحدود بأجهزة متطورة، فضلًا عن زيادة أعداد وعتيد قوات الجيش فيها.
وتأتي تلك التحركات في أعقاب هجوم دام تبنى تنظيم "داعش" مسؤوليته ، على حافلة تُقل مسيحيين في صحراء المنيا في جنوب مصر لجهة الغرب ، كانوا قاصدين دير الأنبا صموئيل ، ليقتل 29 من رواد الحافلة.
فيما قصفت القوات الجوية المصرية أهدافًا في مدينة درنة شرق ليبيا ، وقال مصدر في الجيش الوطني الليبي، المسيطر على المنطقة الشرقية، إن القصف المصري تم بالتنسيق مع الجيش الليبي، لافتًا إلى أن القصف استهدف مقر قيادة مجلس شورى مجاهدي درنة في حي الفتائح ، مما أسفر عن مقتل عدد من قيادات المجلس الذي يضم قيادات من فرع تنظيم القاعدة في ليبيا، وبعضًا من الموالين لتنظيم "داعش".
وأضاف المصدر أنه تأكد أن بين القتلى القيادي في تنظيم "القاعدة" والمسؤول البارز في مجلس شورى درنة عبد المنعم سالم ، وكُنيته "أبو طلحة" و4 من مرافقيه.
وأوضح المصدر أن القصف المصري استهدف أيضًا معسكر بشر التابع لمجلس شورى المجاهدين عند المدخل الغربي لدرنة، وتم تدمير أسلحة وذخائر فيه ، ويُمهد هذا القصف لاجتياح الجيش الليبي مدينة درنة التي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة من الداخل.
وأشار بيان الجيش إلى أن الضربات الجوية أسفرت عن تدمير كامل للأهداف المخططة شملت مناطق تمركز وتدريب العناصر المتطرفة ، التي شاركت في التخطيط والتنفيذ لحادث المنيا.
وأكدت مصادر أمنية أن حملات مداهمة وتفتيش واسعة تتم لمختلف المناطق والطرق الجبلية، بحثًا عن منفذي حادث المنيا، مشيرة إلى أن قوات خاصة لمكافحة التطرف ، مدعومة بالطيران نفذت عملية مداهمة للمناطق الجبلية والطرق التي تربط صحراء مصر الحدودية مع ليبيا والسودان.
ولفتت المصادر إلى أن العناصر المتطرفة تستخدم شبكة من الطرق الجبلية ، خلال محاولاتها التسلل إلى مصر، عبر الحدود الليبية والسودانية، مشيرة إلى أنه تتم الاستعانة بأشخاص على دراية بهذه الطرق التي تربط مصر بالصحراء الليبية والسودانية، في تحركاتهم.
وقررت كنائس مصرية إرجاء بعض الرحلات الكنسية حدادًا على ضحايا حادث المنيا، وشرعت الأجهزة الأمنية في محافظات بني سويف والفيوم والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان ، في تنفيذ خطط جديدة تستهدف تكثيف الوجود والمراقبة الأمنية لتحركات الرحلات الكنسية ، وتشديد الحراسات في محيط الأديرة القبطية، والطرق المؤدية إليها.