أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" غير الحكومية، أن قوات تابعة للجيش الليبي بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر قد تكون ارتكبت جرائم حرب في مدينة بنغازي. وطالب جو ستورك نائب مديرة المنظمة في بيان، قيادة الجيش الوطني الليبي، بالتعامل عاجلا "مع هذه الادعاءات المخيفة من خلال التحقيق مع المشتبه بارتكابهم الجرائم، ومنهم قيادات عسكرية عليا ربما تتحمل مسؤولية شخصية".

ودعت المنظمة الدولية غير الحكومية قائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، "بتحقيق كامل وشفاف" في المعلومات والشهادات الهاتفية من أهالي وناشطين، مضيفة أنه تعذر عليها التحقق من صحة هذه الوثائق. وذكر البيان أن "جرائم حرب قد تكون ارتكبت تشمل قتل وضرب المدنيين والإعدام الميداني والتمثيل بجثث مقاتلي المعارضة في مدينة بنغازي شرقي ليبيا في 18 مارس/آذار الجاري".

وردًا على ذلك، أكد آمر القوات الخاصة الصاعقة والمظلات عميد ونيس بوخمادة، أنه "ستتم محاسبة كل من شارك في التمثيل بجثث مقاتلي التنظيمات الإرهابية بعد السيطرة على عمارات الـ12 في منطقة قنفودة غرب مدينة بنغازي"، حسبما نقلت وكالة الأنباء الليبية الموالية للسلطة الموازية في الشرق.

من جانبه، أعرب رئيس بعثة الدعم الأممية في ليبيا، مارتن كوبلر، عن الشعور بالصدمة "إزاء انتهاكات القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان في ليبيا، مؤكدًا أنه "يجب إنهاء الإفلات من العقاب، وهذا يستدعي ملاحقات جزائية، بما في ذلك أمام المحكمة الجنائية الدولية". وأعلن كوبلر في تغريدة له على "تويتر" أنه ناقش مع رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج الأربعاء تنفيذ الترتيبات الأمنية الواردة في الاتفاق السياسي. وأعرب عن قلقه تجاه الظروف المعيشية السيئة التي يعاني منها مكافحة الهجرة الغير شرعية في طريق السكة، وسط العاصمة طرابلس.

وقال كوبلر في تغريدة نشرها اليوم الاربعاء، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إنه بحث مع رئيس المنظمة الدولية للهجرة في مركز مكافحة الهجرة غير الشرعية في طريق السكة، مشيرًا الى أنه "مصدوم من الظروف المعيشية السيئة لليبيين وهناك ضرورة لزيادة الإمدادات الطبية والغذائية بشكل عاجل, والأمم المتحدة جاهزة للمساعدة".

وكشف الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للجيش، العقيد أحمد المسماري، أن الفتاتين اللتين أخرجهما الجيش من منطقة الـ "عمارات 12" في بنغازي وظهرتا في مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي "هما بخير، وهما فلسطينيتان وليستا ليبيتين وموجودتان عند الأمن الداخلي، ومن يضمن تأمينهما يتواصل مع القيادة ونحن على استعداد للتعاون".

وأعلن الناطق باسم القوات المسلحة أحمد المسماري، أن مليشيات القوة الثالثة التابعة لمدينة مصراتة، المتمركزة في الجنوب، تتطالب بممر أمن  للخروج من المنطقة. وأوضح المسماري خلال مؤتمر صحافي عقده الاربعاء، أن المليشيات بدأت في نقل معداتها من قاعدة "تمنهنت" في محاولة للهروب باتجاه مدينة الجفرة، مشيرًا إلى أن قوات الجيش الليبي أعطت الامان للقوة الثالثة، ومن غير المسموح اعتراض أرتالها المنسحبة من منطقة الجفرة.

وقال المسماري، إن القيادي في "مجلس شورى ثوار بنغازي" عبد الله بوزقية، هو الذي قام بتصفية المنسق العام لمكتب الاتصال باللجان الثورية خلال عهد القذافي عمر أشكال، مشيرًا إلى أن هذه المعلومات كشفتها التحقيقات مع عدد من العناصر الإرهابية التي قُـبض عليها في عمارات 12 غرب بنغازي.