القاهرة- مينا جرجس
تلقت الكنائس المصرية، أخيرًا، تهديدات عدة من عناصر متطرفة باستهداف الأقباط والكنائس، ما دفع الكنيسة الأرثوذكسية في مصر لأن تقرر إلغاء كافة الرحلات واللقاءات التي تعقد في بيوت المؤتمرات، وذلك بعد وصول معلومات أمنية مباشرة للكنيسة.
وقررت الكنيسة وقف الرحلات والمؤتمرات خلال شهر يوليو/ تموز، لحين متابعة الموقف الأمني، وما سيستجد خلال هذه الفترة التي تخوض فيها مصر حربًا قوية ضد الجماعات المتطرفة، بعد المستجدات التي طرأت على المنطقة من متغيرات، وقالت مصادر كنسية لـ"مصر اليوم"، إن الكنيسة تقدّر الدور الذي تقوم به مصر ورجالها من الجيش والشرطة في تجفيف منابع التطرف في هذه الفترة، ولذا تم إلغاء الرحلات خلال هذا الشهر، حتى تعطى فرصة للأجهزة الأمنية القيام بدورها دون تشتيت جهودهم والكنيسة تصلي لأجل مصر أن ينصرها ويحفظ أبنائها.
وحصلت "مصر اليوم" على نص الخطاب الذي وزعته الكنيسة على كافة الإيبارشيات على مستوى الجمهورية، قالت فيه: "الآباء الأحباء كهنة الإيبارشية كل عيد رسل وقدسكم في ملء البركة والصحة، برجاء تأجيل كافة الأنشطة خارج الكنائس خلال الفترة المقبلة، سواءً رحلات أو خلوات، وتأجيل كافة التجمعات العامة التي تقام على مستوى المناطق، كما يُراعى عدم التجمعات أمام الكنائس عقب القداسات ويفضل الخروج فرادى.
وحثّت الكنيسة على إغلاق الأبواب العامة للكنائس مع الاكتفاء بفتح باب صغير مع تواجد شاب وشابة من الكشافة أو الأمن، وضرورة مراقبة الكاميرات مع تفعيلها، وإغلاق أبواب الكنائس عقب الاجتماعات والقداسات، مع ضرورة إبلاغ الآباء في المناطق بكافة التعليمات السابقة، مطالبين كافة الموجودين في مؤتمرات خارج محافظاتهم بالعودة فورًا.
وبدوره، قال الأب هاني باخوم وكيل بطريركية الأقباط الكاثوليك، إن الكنيسة الكاثوليكية تلقت خطابًا من الجهات الأمنية بشأن اتخاذ إجراءات احترازية خلال هذه الفترة بعد وصول معلومات بتهديدات ضد الكنائس والأقباط، وأضاف الأب هاني أن الكنيسة تدرك الحجم الكبير والدور الذي تقوم به الأجهزة الأمنية من الشرطة والقوات المسلحة في حربها ضد التطرف لاسيما في هذه الفترة بعد المتغيرات الجديدة في المنطقة مع قطر وسقوط تنظيم "داعش" في العراق ، ولذا قررت الكنيسة وقف كافة الرحلات والمؤتمرات خلال هذه الفترة لإعطاء الفرصة للأجهزة الأمنية القيام بعملها وعدم الإثقال عليها وتشتيت جهودهم الأساسية في رصد هذه البؤر المتطرفة.
وتابع: "قمنا بإبلاغ كافة الكنائس في المحافظات لاتخاذ نفس الإجراءات لحين شعار آخر ونصلي من أجل أن يحفظ الله بلادنا وشعبها ويكسر شوكة التطرف"، وقال القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية، إن هناك معلومات بمحاولة استهداف التجمعات الخاصة بالأقباط، مضيفًا زكي، أن الأجهزة الأمنية قامت بالتباحث مع رؤساء الأقباط، وتم اتخاذ قرار من الكنائس بتعليق بعض الأنشطة.
وأشار إلى أن هذه الإجراءات احترازية، والهدف منها الحول دون تنفيذ أي عمليات متطرفة في الكنائس، وكانت وزارة الداخلية، أرسلت خطابات إلى الكنائس المصرية تحذرهم من هجمات قد تقع ضد الكنائس والأقباط خلال هذا الشهر، بعد وصول معلومات وتحريات ترصد تحركات متطرفة للقيام بعمليات ضد مصر ومنها استهداف للأقباط.
وطالبت الداخلية، الكنائس المصرية، بإجراءات احترازية خلال هذه الفترة لحين إشعار آخر، ومنها وقف الرحلات للأديرة والمؤتمرات خلال هذه الفترة والتجمعات القبطية للرحلات، لحين قيام الأمن بدوره في التصدي للتصعيد المباشر ضد مصر، موضحة أن هذه التهديدات تستهدف كافة المنشآت العامة ولاسيما الجيش والشرطة والكنائس، وطالب اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية بضرورة تشديد إجراءات تأمين كل المنشآت المهمة والحيوية والكنائس والأديرة على مستوى الجمهورية، بالتنسيق الكامل بين كل قطاعات الوزارة، ورفع درجة التأمين ودعم الخدمات الأمنية بمحيطها والطرق المؤدية إليها، والتعامل الفوري مع أي محاولة لتهديدها بمنتهى الحزم والحسم، وتعضيد الأداء الأمني وتفعيله بالقدر الذي يحقق معطيات أمن هذه المنشآت.
وتقوم الأجهزة الأمنية بتنفيذ خطة للتأمين عبر غرفة عمليات تربط بين الكنائس لمتابعة الأوضاع الأمنية لحظة بلحظة في كل محافظات الجمهورية، وعبر انتشار أفراد الشرطة مدعمين بعناصر من القوات المسلحة المصرية، مدعمين بكل أنواع الأسلحة والمعدات والمدرعات والكلاب البوليسية وكاميرات المراقبة الحديثة.