ارتفاع منسوب النيل الأزرق

أعلنت وزارة الموارد المائية والري والكهرباء في السودان أن النيل الأزرق، الرافد الرئيسي للنيل، سجَّل أعلى منسوب خلال الـ١٠٠ عام الماضية، متجاوزًا فيضان عام ١٩٤٦، وقالت إن مناسيب النيل الأبيض والنيل الأزرق بلغت في الخرطوم ١٧.١٤ متر، وهو مستوى قياسي بسبب هطول أمطار غزيرة في إثيوبيا.

وحذرت الوزارة من فيضانات خطيرة خلال اليومين المقبلين، تغمر مساحات واسعة من الخرطوم و١٢ ولاية أخرى في شمال ووسط البلاد. وتوقعت، في بيان لها، وصول أمواج عالية خلال اليومين المقبلين، وحذرت المواطنين القاطنين على ضفاف النيل وفروعه وفي الجزر، خاصة في ولاية الخرطوم.

وقالت الدكتورة إيمان سيد، مدير مركز التنبؤ بالفيضان في وزارة الموارد المائية والري المصرية، إن النهر سجل زيادة في منسوب المياه فوق المعدل الطبيعي السنوي له بنهر النيل الأزرق، بفعل الأمطار والسيول خلال الأيام الماضية. وأضافت أنه بالرغم من ذلك، فإن الاستفادة من مياه الأمطار المتساقطة بالسودان محدودة، بسبب طبيعة التضاريس السودانية المسطحة التي تحول دون وصول المياه لمجرى النهر.

وتابعت في تصريحات، أن السودان سجل تساقطا كثيفا للأمطار ما تسبب في سيول جارفة في بعض المناطق، موضحة أن الأمطار المتساقطة في السودان سيظهر تأثيرها في بحيرة ناصر خلال الأيام المقبلة. وقالت "٨٥% من مياه النيل الواردة لمصر تأتي من الهضبة الإثيوبية خلال الفترة الجارية من العام، والتي تبدأ في أول أغسطس/ آب، وتنتهي في أكتوبر/ تشرين أول، والفيضان في معدله المتوسط حتى الآن بالرغم من كثافة السحب أعلى الهضبة الإثيوبية، ستظهر نتائجه شبه النهائية خلال الشهر المقبل.

وقالت مصادر، إنه رغم تسجيل النهر أعلى ارتفاع له في محطة المقرن بالسودان، إلا أن الفيضانات لن تؤثر على السد العالي. ويأتي ذلك في الوقت الذي تلقى فيه الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، تقريراً مفصلا بشأن المشروعات التي نفذتها الهيئة المصرية العامة للسد العالي وخزان أسوان خلال الفترة الماضية، والتي تهدف إلى الحفاظ على منظومة العمل بالسد العالي.

وأوضح وزير الموارد المائية والري المصري، الدكتور محمد عبد العاطي، أن مصر مستعدة لأي فيضان، موضحا أن زيادة الفيضان خلال العام الماضي بلغت ملياري متر مكعب فقط، بينما ارتفاع منسوب المياه بالعاصمة السودانية الخرطوم لا يعني أن موسم الفيضان عالٍ أو أن الأمر خطير.

وأشار "عبد العاطي"، في مؤتمر صحافي في مقر مجلس الوزراء، على هامش اجتماع الحكومة، الأربعاء، إلى أن وزارة الري مستعدة لكل الفيضانات، سواء كان الفيضان عاليا أو متوسطا، مشددا على أن المؤشرات الأولية تدل على أن المطر في المستويات المعتادة، وليس هناك ما يشير إلى أن الفيضان سيكون مرتفعا.

وتابع عبد العاطي، أن ارتفاع منسوب المياه في الخرطوم لا يعني أن موسم الفيضان عالي، لافتا إلى أن المؤشرات الأولية تدل على أن المطر وفق العادة وليس هناك ما يشير إلى أن الفيضان سيكون عاليا. وقال الدكتور نادر نور الدين، خبير المياه الدولي، إن أمطار فيضان نهر النيل بدأت منذ أسبوع بتدفق جيد، لافتًا إلى أنه في حال استمرار معدل تلك التدفقات فإن ذلك يعني موسم فيضان جيد.

وأضاف نور الدين في تصريحات صحافية، أن ذلك لا يعني أن الفيضان سيكون الأعلى منذ 100 عام، كما أشارت السلطات السودانية، لافتًا إلى أن العام الحالي هو المتمم لعشر سنوات عجاف تراجع فيهم منسوب نهر النيل على أن يتحسن الفيضان بدءًا من العام المقبل.

وقال النائب سيد حسن وكيل لجنة الزراعة والري في مجلس النواب، إن ارتفاع منسوب المياه في نهر النيل بالسودان بشكل غير مسبوق منذ قرون واحتمالية حدوث فيضانات هائلة، لن يؤثر بشكل سلبي علي مصر، بالعكس إنما هي هبة من الله لمصر ويعود بالخير الوفير، حيث يتم استخدام جزء منها بينما البعض الآخر يتم تخزينه. وأضاف "حسن"، أنه لابد من الاستفادة من هذه الفيضانات بشكل مثالي حال وقوعها، موضحًا أنه لابد من ملء القنوات في السد العالي وأن يتم ري أراضي مشروع توشكى، وضخ المياه للأراضي المهددة بالبوار، وتعويض نقص المياه بشكل كبير، مشيرًا إلي أن الفيضانات ترفع منسوب الآبار.