القاهرة – علي السيد
آثارت تصريحات وزيري الخارجية المصري والروسي سامح شكري وسيرغي لافروف حول التعاون في مواجهة الإرهاب، توقعات بقيام تنسيق مشترك بين الجانبين لمواجهة ظاهرة الإرهاب ولاسيما في ليبيا، فيما حذر وزير الخارجية الروسي من الجماعات المسلحة في ليبيا والتي تورطت في قتل الزعيم الراحل معمر القذافي وحصلوا على الجنسيات الأوروبية الآن.
وتوقعت مصادر دبلوماسية لـ"مصر اليوم" أن يكون هناك تنسيق مشترك بين كل من مصر وروسيا في توجيه الضربات العسكرية للجماعات المسلحة في ليبيا والتي تؤثر على الأمن القومي المصري ودول أخرى أيضا، وأن مصر طلبت الدعم الروسي وتوظيفه للمساهمة في مواجهة الإرهاب والقضاء على تلك التنظيمات في أقرب وقت ممكن. وأشارت المصادر إلى أن الجانب الروسي عرض على مصر مشروعات عسكرية عدة خلال لقاء وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو ونظيره المصري الفريق صدقي صبحي ضمن اجتماع 2+2 في القاهرة أمس.
وأعلن المتحدث باسم الجيش المصري، استمرار العمليات العسكرية المصرية ضد مواقع الإرهابيين في ليبيا، مشيرا إلى أن كل من يخطط للإرهاب ضد مصر ليس آمنا أيا كان موقعه أو مسماه. وأضاف العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، أن أي قوى تمول الإرهاب أو تدعمه ستنال عقابها في أي مكان، مشددا على أنه لم يتم إعلان توقف العمليات العسكرية ضد مواقع تدريب الإرهابيين.
وكانت السلطات المصرية أبلغت الأمم المتحده بالضربات الجوية التي شنتها على ما وصفتها بأنها مواقع لتنظيمات إرهابية، في مدينة درنة، شرقي ليبيا. وقالت الخارجية المصرية إن بعثة مصر لدى الأمم المتحدة سلمت خطابا إلى رئيس الأمم المتحده يوم 27 مايو/آيار الماضي أخطرت فيه المجلس بأن الضربات الجوية التي استهدفت مواقع التنظيمات الإرهابية في مدينة درنة، شرقي ليبيا تأتي اتساقا مع المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة المعنية بالحق الشرعي في الدفاع عن النفس، ومع قرارات الأمم المتحده المعنية بمكافحة الإرهاب".
وشنت طائرات حربية السبت والأحد، حسب الجيش وشهود عيان، غارات جديدة على مواقع، تقول السلطات المصرية إنها تابعة لتنظيمات إرهابية مسؤولة عن إطلاق النار، الذي استهدف الجمعة حافلة للأقباط في محافظة المنيا. وكانت المقاتلات أغارت على شرقي ليبيا الجمعة ساعات بعد إطلاق النار، الذي قتل فيه 29 وأصيب 24 بجروح، عندما هاجم مسلحون ملثمون الحافلة، التي كانت متجهة إلى دير الأنبا صموئيل، وأطلقوا النار على من فيها.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، الجمعة إنه أصدر أوامر بتوجيه "ضربات قوية جدا" على لمراكز "لمتشددين في ليبيا تدرب فيها المسلحون الذين نفذوا هجوم المنيا"، ولكنه لم يحدد الجهة المعنية.
وتبنى داعش الهجوم على الأقباط في مصر، مثلما تبنى قبلها تفجيرين استهدفا كنيستين، قتل فيهما 25 شخصا. وتعرف درنة بمعاقل الإسلاميين المتشددين، وشهدت أول ظهور لتنظيم "داعش" في ليبيا عام 2014، ولكن جماعات محلية، من بينها إسلاميون، أخرجوا التنظيم من المدينة لاحقا.