شهدت الصادرات الزراعية المصرية، ارتفاعًا ملحوظًا في العام الماضي، وذلك في الوقت الذي أثيرت فيه أزمة رفض بعض الدول عددًا من الحاصلات الزراعية المصرية، إذ أنه وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، فقد شهدت الصادرات الزراعية، زيادة في قيمتها من 4 مليارات دولار موسم 2012/2013 إلى 4.6 مليار موسم 2015/2016، وذلك بعد زيادة قيمة الصادرات البستانية منها من 1.8 مليار دولار إلى 2.3 مليار خلال نفس الفترة.

وأقام الاتحاد العام لمنتجي ومصدري الحاصلات البستانية، التابع لوزارة الزراعة أياما حقلية في محافظات منها المنيا والمنوفية، لتقييم 8 أصناف جديدة من محصول البطاطا، التي وفرها الاتحاد، لمساعدة صغار المزارعين وتوعيتهم بأفضل الأساليب، للحصول على إنتاجية عالية تصلح للتصدير.

وسبق وأن أعلنت 8 دول رفض 35 شحنة من المحاصيل الزراعية، بسبب إرسال شحنات بها متبقيات مبيدات، فيما كشف تقرير للإدارة المركزية للحجر الزراعي في مصر، حول أهم الصادرات الزراعية خلال العام الماضي، عن أنها بلغت 5 ملايين و 712 ألفا و40 طنا و 738 كيلو، نتيجة تصدير 50 صنفا تتضمن مليونا و458 ألفا و295 طنا من الموالح و511 ألفا و206 أطنان من البصل، و408 آلاف و758 طنا من البطاطا و105 آلاف و285 من العنب و128 ألفا و205 أطنان من الرمان و47 ألفا و296 كيلو من الفراولة وأيضا المانجو والفول السوداني والسمسم والنباتات الطبية والعطرية والثوم، والبسلة الجافة والخضراء.

وتشمل القائمة البطيخ والبطاطا وبقدونس وجزر وخوخ وخيار وطماطم وفلفل وفول أخضر وحصى ومجروش، وكراوية وكركديه وكنتالوب وكرنب وملوخية خضراء وجافة وفاصوليا طازجة وجافة وينسون وعدس أصفر وبجبة وشمام وشمر وشبت. وأكد نائب وزير الزراعة للخدمات الزراعية، الدكتور صفوت الحداد، أن مصر تعمل وفق الحد الآمن للمواصفات الدولية، فنحن دولة تعمل وفق مواصفات هيئة "الكودكس" الدولية، وأن المشاكل التي ظهرت أخيرًا، كانت نتيجة لنقاط ضعف بالمنظومة الرقابية والمتابعة، للمحصول من الحقل إلى التصدير، وقد تم دراسة الأمر وبناء عليه صدر قرار وزاري مشترك من وزارتي الزراعة والتجارة والصناعة بتشديد الإجراءات بالحجر الزراعي وغيره، وإخطار الدول بهذا الإجراء الذي يشمل المحاصيل التصديرية.

وقال إن تنفيذ المنظومة الرقابية الجديدة، يسير وفق جدول زمني لتحسين الصادرات، وقد بدأناها حاليا على العنب وقريبا على مزارع الفلفل والفراولة ، وبعدها الجوافة والموالح والرمان. وأضاف أنه يمثل وزارة الزراعة بالمنظومة المعمل المركزي لمتبقيات المبيدات، ويمثل وزارة التجارة والصناعة المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، وأيضا جمعية "هي" التي لا تهدف للربح وتدرب الفلاحين على الطرق السليمة.

وأكدت الدكتورة نجلاء بلابل رئيسة الإدارة المركزية للحجر الزراعي، أنه جار التنسيق مع المجلس التصديري للحاصلات الزراعية ولجنة عقوبات مخالفات المصدرين بوزارة التجارة والصناعة، لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الشركات المخالفة بالقائمة السوداء، حيث رفضت 8 دول 35 شحنة محاصيل تضم الفول السوداني والفلفل والخيار والطماطم والفاصوليا والبرتقال والخرشوف وعباد الشمس والبلح المجفف من 23 شركة مصدرة.

وأشارت إلى أن العقوبات يحددها القانون وفقا لعدد مخالفات كل شركة، وأن تلك العقوبات متفاوتة وتشمل الحرمان من التصدير لموسم أو 3 أشهر من الموسم، نافية حدوث أي حالات رفض لشحنات محاصيل زراعية خلال العام الجاري وأنه لم يرد إخطار رفض واحد خلال هذا العام. وأكدت أن معظم المخالفات تتمثل في وجود متبقيات مبيدات، وأن كل دولة نخاطبها بإجراءاتنا الجديدة والقرارات الوزارية الصادرة في هذا الصدد، ومنها القرار الوزاري المشترك مع وزارة التجارة والصناعة، والمعمل المركزي لمتبقيات المبيدات والحجر الزراعي والمجلس التصديري.

وفيما يخص موقف الرفض السعودي لشحنة فراولة، قالت إنه تمت مخاطبة الجانب السعودي من خلال مذكرة تتضمن الإجراءات الجديدة بالحجر، فضلا عن إبلاغهم بعدم ورود أي حالات رفض منهم خلال العام الجاري. وأكد الدكتور حسين الحناوي رئيس مجلس إدارة اتحاد المصدرين، أنهم يركزون على أصناف جديدة واعدة من البطاطا نتوسم بها إنتاجية أعلى لأننا نريد زيادة العائد من التصدير بالممارسات الزراعية الجيدة، وتم الاتفاق مع شركة عالمية لمنح شهادة "اليورو جاب" للجمعية التعاونية الزراعية التي تتعاون مع الاتحاد، وبالتالي يكون لدى الفلاح وعى بالتوصيات المطلوبة منه لزراعة محصول تصديري.

وقال إن موسم 2016-2017 حققت الأصناف الجديدة من البطاطا أعلى المعدلات فقد حقق صنف باليميرا 18 طنا للفدان، سيفرا 16ـ17 طنا، وإيفورا 16 وفريدا وسيلفانا 14ـ15، وساجيتا 15, بالإضافة إلى أصناف تصديرية أخرى مثل الأسبو والبلليني. وعن أهم مواصفات الأصناف الجديدة، قال المهندس محمد نبيل ممثل الشركة الهولندية المُصدرة للتقاوي, أن صنف "ساجيتا" يحتاج لبرنامج وقائي من مرض اللفحة, ومن مميزاته أنه مبكر النضج وعمره قصير في الأرض (70) يوما، و"سيفرا" ينتج الـ 150 كيلو منه 3٫5 طن واحتياجاته من التسميد أقل، و"فريدة" وهو صنف مرغوب بالأسواق التصديرية بجميع أنحاء العالم ويتحمل العطش والظروف الجوية الصعبة، ويكافح مرض الجرب.

وأوضح أن "إيفورا" يتأقلم مع جميع الظروف البيئية وصلابته مرتفعة ويناسب الزراعة في الموسمين الشتوي والصيفي، أما "سيلفانا" فيتحمل التخزين ويقاوم الجرب، و"جولي" وهو صنف ينصح بزراعته على عمق أعلى من نظرائه ومقاوم للجرب وديدان "النيماتودا".