القاهرة ـ أكرم علي
تلقى الرئيس المصري عدلي منصور، رسالة من نظيره الجنوب إفريقي جاكوب زوما، يؤكد فيها مساندة بلاده لمصر في حربها ضد الإرهاب وتطلع بلاده لاستعادة مصر لوضعها المستحق على الصعيدين الإقليمي والدولي، ولاسيما في القارة الإفريقية.
جاء ذلك خلال لقاء منصور للمبعوث الشخصي لرئيس جنوب إفريقيا سيابونجا سويلي وزير أمن
الدولة، الذي يزور القاهرة، كمبعوث شخصي لرئيس جمهورية جنوب إفريقيا.
وأكد المبعوث الشخصي لرئيس جنوب إفريقيا حرص جنوب إفريقيا على تقديم الدعم والمساندة لمصر لإنجاز المرحلة الانتقالية، وأوضح المسؤول الجنوب الإفريقي أن بلاده تقدر أهمية مصر بوصفها دولة إستراتيجية، وذلك ليس فقط بالنظر إلى حجم اقتصادها وثقلها الديموجرافي، وإنما أيضاً لدورها المحوري لحسم قضايا القارة الإفريقية، فضلاً عن كونها دولة محورية على مستوى الشرق الأوسط وقضاياه، وذلك إلى جانب كونها مساهماً فاعلاً في مهام حفظ السلم والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وبحسب بيان صحافي الأحد، طلب الرئيس من سويلي نقل شكره وتقديره لنظيره الجنوب الإفريقي على هذه المبادرة الطيبة التي تستهدف رأب الصدع في العلاقات بين البلدين، معرباً عن تطلع لأن تُترجم هذه الخطوة الإيجابية إلى أفعال ملموسة بما يخدم الأهداف والمصالح المشتركة للدول الإفريقية بوجه عام، وللبلدين بوجه خاص.
واستعرض الرئيس أثناء اللقاء التقدم المُحرزعلى صعيد تنفيذ خارطة المستقبل ولاسيما عقب إقرار الدستور، كما أشار إلى أن نتائج الاستفتاء أظهرت للعالم حجم الدعم الشعبي الكبير الذي يحظى به الدستور الجديد وخارطة المستقبل، وأعرب عن تطلع مصر، دولةً وشعباً، إلى تنفيذ استحقاقات خارطة المستقبل وفقاً للجدول الزمني المعلن، موضحاً أن مجلس الدولة المصري يعكف حالياً على مراجعة قانون الانتخابات الرئاسية الذي سبق طرحه للحوار المجتمعي؛ تمهيداً لعقد الانتخابات الرئاسية، التي سيتم الشروع في أعقابها في الإعداد للانتخابات البرلمانية، والتي بانعقادها تكون مصر قد أنجزت اِستحقاقات خارطة المستقبل كافة واِختتمت المرحلة الانتقالية.
وأشار الرئيس إلى التحديات الإرهابية التي تواجهها مصر حالياً، منوهاً إلى أن خطر الإرهاب لا يطال فقط الدول التي تتعرض للأعمال الإرهابية، وإنما أيضاً الدول التي ترعى الإرهاب أو تسمح باستغلال أراضيها لنشر أفكار متطرفة أو هدامة، كما أشار إلى اتساق موقف مصر مع تنديد رئيس جنوب إفريقيا بالطابع العنيف للتظاهرات التي شهدتها بلاده أخيراً واضطرار الشرطة لمواجهة هذا العنف.
وصرح المتحدث الرسمي بااسم القصر الرئاسي، السفير إيهاب بدوي، بأن زيارة وفد جنوب إفريقيا اِستهدفت نقل رسالة دعم ومساندة من جمهورية جنوب إفريقيا لمصر وخارطة مستقبلها، والتعرف عن قرب على تطورات الأوضاع في مصر، ونقل صورة صحيحة وأمينة عن هذه التطورات إلى رئيس جمهورية جنوب إفريقيا "جاكوب زوما" بما يسهم في تصحيح الرؤى وتحسين العلاقات الثنائية.
وأشار المتحدث إلى أن الرئيس أكد خلال اللقاء على حرص مصر على أن تظل علاقاتها متميزة مع كافة دول القارة، وأن الظروف الراهنة لم تؤثر على الإطلاق على الأهمية التي توليها مصر لعلاقاتها مع الدول الإفريقية، وهو ما تمثل في مشاركة الرئيس في أعمال القمة الثالثة العربية – الإفريقية في الكويت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، فضلاً عن حرص السياسة الخارجية المصرية على التواصل مع الدول الإفريقية عبر الزيارات الوزارية، ومنها الجولة الإفريقية الحالية لوزير الخارجية التي تتضمن تنزانيا وجمهورية الكونجو الديمقراطية، واستمرار التعاون المصري مع الدول الإفريقية في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية كافة.