القاهرة - عصام محمد
سادت حالة من الحزن الممزوج بالغضب، أجواء تشييع جثامين 7 شباب، من قرية دير الجرنوس، في محافظة المنيا، واتشحت القرية بالسواد، حزنًا على فقدان أبناءها، وتجمهر الآلاف من أهالي القرية والقرى المجاورة رجالًا ونساءً وأطفالًا، لتشييع جثامين الضحايا، من داخل دير الأرجنيوس، والذي نسبت لاسمه القرية.
وأكّد إسحاق عيد، أنّه "علمنا بخبر الهجوم عبر الإنترنت، عرفنا من "الفيسبوك" وتوقّعنا في البداية أن يكون حادث مرور، لكن بوصولنا هناك اكتشفنا أنّه عمل إرهابي، الشباب الـ7، كلهم متزوجون، ويعملون في مزارع الدير، بأجر يومي قدره 40 جنيهًا، يعملون كفلاحين في مزارع الموالح والزيتون والطماطم التابعة إلى الدير، ويقضون هناك 10 أيام ويعودون إلى القرية التي تبعد حوالي 40 كم عن الدير".
ونقلت سيارات الإسعاف، الضحايا إلى مستشفيات مغاغة والعدوة، حيث وقعت هناك مشادات كلامية بين أهالي الضحايا المسؤولين، على أثره نقل الأهالي جثامين ذويهم إلى القرية بسياراتهم الخاصة، وأشار عيد إلى أنّه "ذهبنا للمستفيات واكتشفنا أن الإرهابيين استهدفوا الشباب بطلقات في الرأس والوجه مباشرة، كان هناك همجية ووحشية، الشباب كانوا يستقلون سيارة ربع نقل متوجهين إلى عملهم، ووضح أنه تصادف مرورهم مع وصول أوتوبيس مطرانية الفشن، أنزلوهم من على السيارة، وقتلوهم واحدًا تلو الآخر بدماء باردة".
وأوضح الفلاح ناروز، ويمد بصلة قرابة لضحيتين في الهجوم، أنّ "الجماعات المتشددة تنتقم من الدولة والرئيس، بسبب زيارته للكاتدرائية بالعباسية، كأول رئيس مصري يزور الكاتدرائية، نأمل في إجراءات أمنية أشد من ذلك لمواجهة هذا الخطر، إجراءات كتلك التي انتفضت بها الدولة لاسترداد الأراضي المنهوبة والمعتدى عليها، ونتمنى تسريع وتيرة المحاكمات الجنائية لقيادات تلك الجماعات المحبوسين في السجون والصادر بحقهم أحكام قضائية ".
وشرح السبعيني زغلول، أنّ "القرية أغلبيتها قبطية، نحن 12 ألف نسمة، ونعيش في أوضاع متردية، لا محطة صرف صحي ولا مدرسة ثانوي، ومعظم أهالي القرية تحت خط الفقر، ويعملون بفلاحة الأراضي الزراعية والنجارة، ولا نعلم إلى متى تنتظر القرية اهتماما من المسؤولين"
وانتهى القداس المقام على أرواح الضحايا داخل دير الأجنيوس بالشارع الرئيسي بالقرية، وخرج الآلاف يرددون هتافات من بينها "يا رب"، "يا نجيب حقهم يا نموت زيهم"، وهتافات أخرى عبرت عن استياءهم بما وصفوه بالإهمال الأمني.