موقع حادث الواحات المتطرف الذي أسفر عن استشهاد 16 ضابطًا ومجندًا

مع تكرار العمليات الإرهابية، التي وقعت خلال السنوات القليلة الماضية، في منطقة الواحات، يثير التساؤل عن أسباب تركيز العمليات في تلك المنطقة وكيفية وصول المسلحين إليها بعدما كانت تحاصرهم قوات الجيش والشرطة في مثلث رفح، والشيخ زويد، والعريش في شمال سيناء.

وفي السطور التالية نكشف شهادات عددًا من سكان المنطقة ومنظمي رحلات السفاري للوقوف على الأسباب وحقيقة الوضع على الأرض، وسيناريوهات هروب منفذي هذه العمليات، وحقيقة الوضع على الأرض، وسيناريوهات هروب منفذي هذه العمليات الغادرة.

في البداية أشار حمدي محمود، أحد منظمي رحلات السفاري في منطقة الواحات البحرية، إلى أن المسلحين يستطيعون الهروب بعد تنفيذ عمليتهم الإرهابية عبر وادي الحيتان، فهم يبحثون عن المدن السكنية ليختبئوا بعيدًا عن الأجهزة الأمنية، مشيرًا إلى أن التوجه ناحية الغرب أصبح صعبًا في الوقت الحالي بسبب انتشار قوات الجيش في تلك المنطقة.

وقال محمد الهلالي، أحد كبار منظمي رحلات السفاري: "أعمل هذه المهنة منذ سنوات، بعد أن ورثتها عن أبي، وتقتضي طبيعة مهنتي أن أتجول في الصحراء بطولها وعرضها في رحلات السفاري، وتعودنا أن نبقى في الصحراء أياما عديدة قد تصل إلى أسبوعين، دون أن يتعرض لنا أحد بسوء أو نلاحظ أيًا من مظاهر الإرهاب في الصحراء الغربية، حتى سيارات المهربين لم نكن نراها في أي مكان أو نلمح أثرًا لها"، مشيرًا إلى أنه منذ حدوث ثورة 25 يناير/كانون الثاني زاد التهريب إلى مصر عبر ليبيا في ظل حالة الانفلات الأمني.

وأضاف أن قوات الجيش بدأت تنفيذ دوريات مكثفة ومراقبة الحدود في هذه المنطقة، ما أدى إلى تضييق الخناق على المهربين والإرهابيين، فيما نفذت القوات الجوية طلعات مكثفة، فقرروا أن يسلكوا طرقًا بديلة يصلون بها إلى جنوب الواحات البحرية والفرافرة، حيث يسلكون الطريق مرورًا بهذه المنطقة عبر بعض المدقات الجبلية من الصحراء الخلفية لمدينة الفرافرة، ثم يتجهون بعدها إلى مدينة المنيا أو أسيوط، ويسيرون مئات الكيلو مترات عبر بحر الرمال حتى يصلوا إلى جنوب الفرافرة، ثم يتجهون منها إلى منطقة سهل الكراوين، ومنها مدق صخري يسمى مدق الواحات طوله 150 كيلومترا في عمق الجبل، وكان يستخدمه البدو قديمًا في تحميل الجمال بالمشمش والزيتون ليذهبوا بها إلى الواحات الداخلة.

وأوضح أنه عقب تنفيذ المسلحين لجريمتهم الأخيرة في الواحات كان أمامهم 3 طرق للهروب، وبالوضع في الحسبان أن منفذي الجريمة لابد أن يتوجهوا إلى أقرب مكان للاختباء به بشرط أن يكون قريبًا من الماء، لأنهم قد يضطرون إلى المكوث بالمكان لأيام عديدة في حال قيام قوات الجيش والشرطة بعمليات عسكرية لمطاردتهم، فالطريقة الأسهل والآمنة بالنسبة للمسلحين أن يتجهوا شرقًا إلى المنيا أو الفيوم، والطريقان الآخران هما الاتجاه جنوبًا تجاه الواحات البحرية، أو شمالًا إلى مدينة السادس من أكتوبر.

ولفت على عابد، أحد الوجهاء في الواحات البحرية، إلى أن الإرهابيين والمهربين يتجنبون السير في الظهيرة، لأنه عندما تسير في الرمال وقت الظهيرة تكون أشعة الشمس عمودية على الأرض، وتنعكس هذه الأشعة على الرمال وينتج عنها حجب الرؤية بزاوية معينة فلا تستطيع السير بسرعات كبيرة فيما قال أحد المسعفين بنقطة إسعاف الكيلو 135: "توجد عربتا إسعاف في هذه النقطة بشكل مستمر تحسبًا لأي حادث، أو حالات مرضية مفاجئة من العمال العاملين في المحاجر أو شركات البترول"، لافتًا إلى أنه بعد الحادث تم الدفع بأكثر من 15 سيارة إسعاف من الجيزة، مزودة بأطقم طبية جاهزة للتعامل مع أي حالات قد تخرج من المعركة في الجبل، وأضاف: "لم يخرج من الجبل بعد حادث الجمعة الماضي سوى ضابط شرطة واحد فقط كان مصابًا، وذلك بعد الحادث بوقت قليل، وتم إسعافه ونقله إلى المستشفى".

من جانبه قال "حسن. م"، أحد جنود العمليات الخاصة بقطاع الأمن المركزي في بني سويف، إن المأمورية بدأت في تمام الساعة التاسعة صباح الثلاثاء الماضي، حيث خرج الجنود من معسكر الأمن المركزي في بني سويف لتمشيط الظهير الصحراوي على جانبي طريق 6 أكتوبر- الواحات، وتم تم تقسيم مجموعات التمشيط إلى 4 مجموعات كل واحدة مدرعتان وعدد من سيارات الدفع الرباعي، وأضاف وهو يسترجع مرارة المأمورية في ذهول: بدأنا التمشيط يوم الثلاثاء بداية من المنيا واستمر حتى صباح الجمعة يوم الحادث، حيث اتجهت السيارات للقيام بعمليات تمشيط بالقرب من الكيلو 135 موقع الحادث، وكانت المرحلة الأخيرة من عملنا هي الوصول إلى وادي الحيتان الذي لا يتبعنا، وبعد صلاة الجمعة، تجمعنا في مجموعة كبيرة تمهيدًا للعودة إلى معسكرنا في بني سويف، لكن وردت معلومات على أجهزة اللاسلكي أن قوات معسكر الشهيد أحمد الكبير التابعة للأمن المركزي بالجيزة تتعرض لهجوم عنيف في عمق الظهير الصحراوي للكيلو .