جانب من مسيرة لمؤيدي المشير عبدالفتاح السيسي

قالت مؤسسة "كارنيغي" الأمريكية للسلام الدولي، إن مهمة المشير عبد الفتاح السيسي- وزير الدفاع والإنتاج الحربي السابق والمرشح لرئاسة الجمهورية، أنه حال انتخابه رئيسا للبلاد، ستكون أصعب من المهمة التي واجهها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وأضافت المؤسسة في تقرير لها، أن الانتخابات الرئاسية المقبلة يمكن التنبؤ بها من كل النواحي، فالانتخابات ستحدث بالفعل، وقد سئم الرأي العام من الاضطرابات الثورية، ولم يعد الشعب يرغب فى تغييرات جديدة بالسلطة واختار الهدوء والسلام، كما أن وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي سيفوز في الانتخابات.
واستعرض التقرير أوجه التشابه والاختلاف بين الأوضاع في مصر الآن وما كانت عليه فى الخمسينيات عندما تولى الزعيم الراحل عبد الناصر الحكم، وقال إن "مصر فى عام 1952 كانت تعاني من أزمة شاملة مع خسارة الملك فاروق للتأييد الشعبي مثلما حدث مع الرئيس حسني مبارك، وكانت ثورة يوليو سلمية".
وكان شباب عبد الناصر الذى كان يبلغ حينئذ 36 عاما أحد الأسباب المهمة لشعبيته، وكان يسعي لبناء دولة اشتراكية مختلفة، فى حين أن السيسي لا يستطيع أن يقدم نموذج معجزة للتنمية في مصر، ولا يتعين عليه أن يفعل، بل يحتاج إلى تصحيح الوضع وأن يمضي فى إصلاحات، ومن ثم يضحى بشعبيته، التى تظل أقل مما كانت عليه شعبية عبد الناصر.
وبينما لم يواجه عبد الناصر معارضة جادة، فقد كان أمامه وقت لسحق "الإخوان" بلا هوادة، حسبما يقول التقرير، فإن السيسي لا يزال يواجه معارضة هائلة من "الإخوان"، وكل خطأ يقع فيه، والأخطاء حتمية، سيكون في مصلحة المتطرفين الدينيين الذين لن يتخلوا أبدا عن كفاحهم من أجل السلطة التى حصلوا عليها من قبل.
وتابع التقرير قائلا : إن عبد الناصر بدءاً من عام 1956 أصبح زعيم القومية العربية وعدو إسرائيل اللدود، وكانت مصر فى الصفوف الأمامية للصراع العربى الإسرائيلي وأصبح عبد الناصر أحد زعماء حركة عدم الانحياز، وعززت سطوته الدولية شعبيته داخل البلاد، لكن هذا لا يمكن أن يحدث مع السيسىd
كما تمتع عبد الناصر بدعم سياسي واقتصادي من الاتحاد السوفيتي منذ بداية حكمه، أما السيسي، سيتعين عليه عندما يصبح رئيسا أن يعمل من أجل تأمين دعم خارجي كامل، لكن مقدمي هذا الدعم سواء الولايات المتحدة أو دول الخليج سيضعون شروطا محددة لن تكون مقبولة دائما بالنسبة لمصر. وربما تصبح روسيا شريكة لمصر، إلا أن قدرتها محدودة بشكل متزايد، لاسيما في ظل الأزمة الأوكرانية.
وخلص التقرير إلى القول بأن السيسي بعد فوزه المتوقع في الانتخابات الرئاسية سيواجه مجموعة من المشكلات الخطيرة، وستعاني بعض قطاعات المجتمع من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، وسينتهز "الإخوان" الفرصة للاستفادة من الوضع، كما سيضطر الرئيس المقبل لإجراء بعض التغييرات في السياسة الخارجية، وسيصبح دور مصر الأساسي في العالم العربي محل شكوك.
وأشار التقرير إلي أن المشير السيسي ليس لديه الوقت الذي كان متاحا أمام عبد الناصر للوفاء بوعوده أمام الشعب المصري .